حرب إقليمية جديدة تنتظر الشرق الأوسط والبداية من لبنان
يرى محللون سياسيون أن حربا إقليمية جديدة يتوقع نشوبها بين الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية كبداية لشرارة حرب إقليمية موسعة بالشرق الأوسط خاصة بسبب التصعيد بين إسرائيل وإيران داخل سوريا التي ستكون أحد مسارح الحرب المرتقبة.
وربما يصبح الردع وحده غير كاف لإيقاف الحرب المتوقعة خلال المرحلة المقبلة وسط محاولات بذل الجهود لمنع نشوب الحرب في ساحة المعركة السورية، التي قد تكون حتمية بالفعل من إشعال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في الساحة اللبنانية.
إعداد القوات
ورأت مجلة ناشونال انترست الأمريكية أن طرفي النزاع الإسرائيلي واللبناني استخدما السنوات الإثني عشر الماضية من أجل إعداد قواتهما العسكرية بشكل أفضل للحرب القادمة، وللحفاظ على الردع، بذل كل طرف جهودًا كبيرة في محاولة متعمدة لإقناع الخصم بتكاليف باهظة سيدفعها في حرب أخرى والهزيمة التي لا مفر منها التي سيتعرض لها، في الواقع، أصبح كلا الطرفين يصوران نزاعهما كصراع يحكمه الردع المتبادل حاليا.
الاضطرابات العريضة
ظل لبنان طيلة عقود تحت ظل تهديد الوضع في سوريا حيث فرضت سياستها الخارجية من القصر الرئاسي في دمشق وسط مساع رئيس الوزراء سعد الحريري إلى حماية لبنان من الفوضى الإقليمية والصراع العربي الإسرائيلي وفصله وتحقيق "وقف إطلاق نار دائم" مع إسرائيل.
تتجه الأنظار السياسية اللبنانية حاليًا إلى الانتخابات البرلمانية القادمة، وهي الأولى من نوعها منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ومن المقرر عقدها في 6 مايو، لكن من المتوقع حدوث تطور أكثر أهمية في أعقاب الانتخابات.
بعد حربين - واحدة مع إسرائيل، وحرب أخرى في سوريا – أصبح حزب الله لاعبا إقليميا يملك نفوذ إقليمي وسياسي، وترسانة عسكرية شرسة من 15 ألف صاروخ وغيرها من المعدات العسكرية المتقدمة، وبات موقفها التفاوضي في الساحة السياسية اللبنانية أقوى من أي وقت مضى.
في الوقت ذاته فمن المرجح أن يقيَّد حزب الله بسبب الخسائر الضخمة التي فرضتها الحرب في سوريا على دائرته، حيث خسر حزب الله عددًا يصل إلى ألفي مقاتل في سوريا، دون أن يحصي عدة آلاف من الإصابات.
المجتمع الدولي
وفق المجلة فإن الوقت مناسب للمجتمع الدولي لتكثيف مشاركته في لبنان، يتمثل في النزاع الأخير بين إسرائيل ولبنان حول حقول الغاز البحرية وهي فرصة للمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار حيث أنه من المرجح أن يمارس استخدام إسرائيل للمجال الجوي اللبناني للهجوم في سوريا الضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية لاتخاذ خطوات في محاولة لردع إسرائيل.
سيكون من الحكمة في ذلك الوقت أن يمارس لبنان أي نفوذ له على حزب الله ليقلل إلى الحد الأدنى من مشاركته المباشرة في الصراع بين إيران وإسرائيل، وأن تتشارك الحكومتان في القدس وبيروت في مصلحة مشتركة في إبقاء لبنان خارج المعركة السورية.