ترامب وبوش وجهان لعملة واحدة!!
الصراع الحالي بشأن سوريا وتصريحات رونالد ترامب بتأهب أمريكا لضرب الدولة العربية، تشير إلى أننا على أعتاب مواجهة عسكرية بين قوى الغرب والشرق، ليس من أجل الدفاع عن الضحايا السوريين في دوما، الذين لقوا مصرعهم بالسلاح الكيميائي، وإنما من أجل المصالح في منطقة البحر المتوسط الخاصة بالغاز..
لقد استعاد ترامب ذكريات بوش الابن، الذي ادعى زورًا وبهتانًا بوجود أسلحة كيماوية في العراق؛ ليبرر غزوها، ثم تبين بعد أن حقق مآربه أن الادعاء تجاه العراق كان كاذبًا، ولا يمت للحقيقة بأي صلة، سواء من قريب أو بعيد.. ترامب الآن يكرر ما فعله بوش في سوريا، ولكن بمبرر آخر، رغم أن القاصي والداني يعلمان أنهما وجهان لعملة واحدة.. التصريحات نارية والبعض يلوح بأننا على مشارف حرب عالمية بين القوتين، رغم أنهما حريصتان على عدم طرق هذا الباب، الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، لكلا الدولتين، وحرصهما على البقاء بقوة لا يستهان فيها عالميًا.
مهلة ترامب التي حددها للحرب، مرت مرور الكرام دون جدوى لوجود تحذيرات ونداءات بضرورة الحوار الدبلوماسي، والتحقيق في مزاعم الرئيس الأمريكي، باستخدام النظام السوري لضرب المدنيين بالسلاح الكيميائي، دون أن يدخل من يطلقون على أنفسهم الجيش الإسلامي، رغم أن الإسلام بريء من جرائمهم، أو قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت غارات جوية على الأراضي السورية في دائرة الاتهام، الأمر الذي يؤكد أن هناك مؤامرة ضد النظام السوري؛ للقضاء عليه، وبدء مخطط التقسيم، الذي يصب في صالح الكيان الصهيوني..
الصورة ضبابية في سوريا، والمصالح هي التي تدفع أمريكا لمخطط الحرب ضد سوريا؛ للحصول على أعلى المكاسب، وهي صاحبة المصلحة في دفع الإرهابيين إلى الأراضي السورية ومعظم الدول العربية، ووفرت لهم الانسحاب الآمن من سوريا دون معاقبتهم على الجرائم التي ارتكبوها، وهي الآن تلعب لعبة السلاح الكيميائي دون حياء، وابتزاز دول الخليج ببجاحتها المعهودة.
هذه هي صورة أمريكا الآن دون تزييف، عسى أن يستيقظ العرب قبل فوات الأوان.