رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تدخل عصر استيراد «المحصول الاستراتيجي».. الأرز ينضم لمشكلات القاهرة الغذائية.. مركز البحوث الزراعية في مهمة صعبة لإيجاد البدائل.. ونصف مليون فدان غير قابلين للتغيير في الدلتا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انضم الأرز إلى مشكلات مصر الغذائية، بعد أن كان القمح هو الأزمة الأكبر، فالنقص المرتقب في الموارد المائية المرتبط بسد النهضة الإثيوبى جعل الحكومة تفكر في تخفيض مساحات زراعة الأرز من 1.1 مليون فدان، إلى 724 ألف فدان فقط، وهو ما ينذر بدخول مصر عصر الاستيراد لتغطية احتياجاتها من المحصول الإستراتيجي.


مركز البحوث الزراعية يظل هو الحل دائما حتى ولو كانت أحواله لا تسر، حيث يتحدث العلماء عن أن استنباط أصناف الأرز الجديدة المتحملة للعطش والأقل بقاء في الأرض هو الحل الأكثر نجاحًا لأزمة الأرز المنتظرة، حيث يعمل المركز منذ سنوات في برامج تربية الأصناف الجديدة المتميزة بتحمل المقننات المائية المنخفضة والبقاء في الأرض لأقصر فترة ممكنة؛ لتقليل مدة الزراعة، وبالتالي توفير المياه.

بدائل الأرز
من جانبه يقول الدكتور فوزي نعيم محروس عضو لجنة اعتماد الأصناف النباتية بمركز البحوث الزراعية، إن هناك عملا مكثفا وكبيرا من قبل المركز في مجال تربية الأصناف، وهناك أصناف عديدة ما زالت تحت التجربة لإنتاج أفضلها من حيث الخواص الطبيعية وتوفير المياه، حيث أصبح العامل الأخير هدفا أساسيا عند العمل على تربية أصناف جديدة من الأرز أو أي محاصيل أخرى بسبب الفقر المائي الذي تعاني منه مصر.

وأكد نعيم أن العمل في برامج استنباط وتطوير أصناف الأرز المصري خلال السنوات الأخيرة نتج عنه أصناف قصيرة العمر بمعدل 135 يوما للزراعة، بينما أطول موسم لأى صنف 165 يوما، ومن أهمها أصناف جيزة 170 و171 و172، كما أننا لدينا طفرة في الإنتاجية على مستوى العالم، حيث تنتج أصناف جيزة 177 و178 و179 أكثر من 4 أطنان، بينما تبلغ الإنتاجية في دول شرق آسيا نحو 3.5 أطنان للفدان بسبب اعتمادهم في الغالب على الزراعة المطرية.

ولفت إلى أن أصناف أرز سخا 101 وسخا 108 وسخا 105 و107 هي أصناف جيدة جدا، أنتجها مركز البحوث الزراعية، حيث تتحمل الجفاف وطول فترة الري، إلى جانب صنف هجين مصر 1 الذي ينتج 6 أطنان للفدان.

الصعيد
وأشار إلى أن منطقة الصعيد هي الأفضل في إنتاج الأرز على عكس الشائع، وذلك بسبب أشعة الشمس الساطعة هناك أغلب الوقت.

بدوره قال الدكتور سعد شبل رئيس قسم بحوث الأرز بمركز البحوث الزراعية، إن مصر نجحت في تقليل المقنن المائي للأرز، خلال العقود السابقة بفضل جهود مركز البحوث الزراعية، فأصبح استهلاك الفدان من المياه 5 آلاف متر مكعب، بدلا من 9 آلاف متر، وأن العمل على توصيل البحوث الزراعية للمزارعين بشكل يثقل معرفتهم وممارساتهم الزراعية يحقق لمصر أعلى إنتاجية من كافة المحاصيل وليس الأرز فقط.

نصف مليون فدان أرز
وكشف عن أن هناك نصف مليون فدان في منطقة وسط الدلتا لا يمكن زراعتها صيفا إلا بالأرز لحمايتها من التملح، حيث تعتبر زراعة الأرز في تلك المناطق بمثابة حماية للأمن القومي المصري، باعتبارها حائط الصد الأول ضد جور مياه البحر المتوسط على أراضى الدلتا.

شبل أكد أنه رغم الإنتاجية المرتفعة لصنف هجين مصر 1، إلا أن المزارعين لا يفضلون زراعته لانخفاض جودته عن الأصناف الأخرى عند طبخ حبوبه.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية