رئيس التحرير
عصام كامل

«كوزموبوليتان».. فندق الملك فاروق ورشدى أباظة.. ١٠٠ مليون جنيه فاتورة تطويره.. مصر للصوت والضوء تعيد إحياءه بنفس الشكل.. والعاملون يكشفون تفاصيل غلق 3 سنوات للمبنى الأثري

فيتو


خلف فرع البنك الأهلي وبجوار مبنى الإذاعة المصرية القديم يقع فندق كوزموبوليتان، الذي كان آخر ما شيده المعماري الإيطالي ألفونسو ساسوو عام 1902، وكان يسمى متروبوليتان، وبنى على الطراز الكلاسيكي، وتم إعادة ترميمه ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، حيث تم تغيير بلاط شارع الشريفين المتفرع من شارع قصر النيل، بنوع بلاط يتحمل كثرة المشي، كما ينتشر به عدد من العازفين والرسامين على جانبى الطريق.


6 طوابق
صمم فندق كوزموبوليتان من 6 طوابق، بالإضافة إلى روف، وبه 84 غرفة و6 أجنحة، يتوسط مدخله باب دوار كلاسيكى يؤدى إلى بهو الفندق، الذي يوجد به مكتب استقبال مصمم على الطراز القديم بجواره دفاية أعلاها تمثال لنسر كبير كانت عيناه عبارة عن قطعتين من الألماس، لكنهما اختفتا وتم استبدالهما بمرآة كبيرة، وفقا لما أكده أحد العاملين بالفندق، لتدخل في طرقة تؤدى إلى المطعم وأمامه البار والذي كثيرا ما تردد عليه الملك فاروق وحاشيته عندما كانوا يخلون لأنفسهم لقضاء وقت سعيد بعيدا عن أعين الناس.

غلق 3 سنوات
رامى محسن، موظف الاستقبال بالفندق، بدأ حديثه قائلا: الفندق مغلق منذ أكثر من 3 سنوات، وتصميم الغرف تم على الطراز الكلاسيكى من حيث الأثاث والديكور والمقتنيات الموجودة به، وملحق به بناء سكنى كان مخصصا للفنانين رشدى أباظة وأحمد رمزي، ويوجد به بار يحتوى على قطع أثرية نادرة، حيث يحتوى على بنادق قديمة كانت تستخدم للصيد بواسطة حبات الزلط ونوى البلح، وبرميل كبير لعمل المشروبات الكحولية، وغزال محنط موجود في أحد أركان البار، وتم إضافة «لونج» آخر «صالة» إلى البار لتقديم المشروبات الكحولية لنزلاء الفندق، والفندق يحتوى على مطعم كبير تراكم به التراب يتم تحويله إلى صالة أفراح في بعض الأيام، وتم تخصيص الجزء السفلى من الفندق “البدروم” كملهى ليلى لنزلاء الفندق.

وأضاف: الفندق كان يشهد إقبال أعداد كبيرة من السائحين قبل ثورة 25 يناير، حيث كانت نسبة الإشغال تصل إلى 100%، وغالبية النزلاء كانوا من فرنسا، نظرا لتشابه تراث الشوارع المؤدية إلى الفندق مع شوارع العاصمة الفرنسية باريس، وتم السماح لعمال البنوك المحيطة بالفندق بالعيش به أثناء فترات الثورة، بالإضافة إلى عدد من الأدباء والشعراء وعناصر 6 أبريل، والفندق ملحق به جناح خاص للفنان الراحل رشدى أباظة، وجناح آخر للسائحين الفرنسيين، وأسعار الغرف قبل الثورة كانت تصل إلى 70 دولارا للغرفة المفردة، و90 دولارا للغرفة المزدوجة، و110 دولارات للغرفة الثلاثية بالنسبة للسائحين الأجانب، أما بالنسبة للمصريين فكانت تصل إلى 350 جنيها للغرفة المفردة، و450 جنيها للغرفة المزدوجة، و500 جنيه للغرفة الثلاثية.

مصلى لأداء الصلوات
وجيه عبد النبى مسئول المطعم بالفندق، التقط طرف الحديث من زميله، وقال: العاملون بالفندق حولوا اللونج “الصالة” الملحقة للبار إلى مصلى لأداء الصلوات منذ إغلاق الفندق، والفندق شهد تصوير أجزاء كبيرة من المسلسلات والأفلام منها مسلسل الدالي، وناجى عطا الله، ومسلسل ذات للفنانة نيللى كريم وباسم سمرة، وفيلم ومسلسل أم كلثوم ومسلسل محمود المصري، ومسلسل الورد للفنان صلاح عبد الله، وفيلما الوعد وعمليات خاصة.

في حين قال شريف البندارى رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للسياحة والفنادق (إيجوث): تم طرح مناقصة لإعادة تجميل واجهة الفندق ليتم افتتاحه ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، والعطاء وقع على شركة مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية، التي أنجزت المهمة في وقت قياسى بلغ 10 أيام، مقابل 6 ملايين جنيه، وسيتم الانتهاء من إعادة تأهيل الفندق نهائيا في غضون 3 سنوات بإجمالى تكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه.

وأوضح أنه كان من المقرر أن يتضمن التصميم الجديد للفندق هدم بعض الغرف وإعادة تشكيلها مرة أخرى، لكن تم الاستقرار على الإبقاء على الشكل الحالى للفندق، وإعادة تأهيل الغرف الموجودة به، دون تغيير أي شيء من أعمال العمارة الموجودة به.

من جانبه أكد سامح سعد، رئيس شركة مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية، أنه تلقى أمر إسناد تأهيل واجهة الفندق من المهندسة ميرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والمسئولة عن الفندق، وعلى الفور تم تشكيل فرق عمل بإجمالى 20 ساعة يوميا، للانتهاء من إعادة تأهيل واجهة الفندق قبل الموعد المحدد لافتتاح مشروع تطوير القاهرة الخديوية.

وأشار إلى أن إنارة واجهة الفندق تمت باستخدام تقنية وومواصفات ألمانية، وخامات مصرية وفقًا للمواصفات الأوروبية والعالمية، وذلك توفيرا للعملة الصعبة، وتم الاعتماد في إنارة الفندق على وحدات الإضاءة بتكنولوجيا الثنائيات الضوئية “LED” والتي تحقق وفرا كبير في استهلاك الطاقة الكهربائية.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية