«البناء والتنمية».. رحلة البحث عن دور على أنقاض الإخوان
أطلق طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، والرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، مشروعًا إسلاميًا زعم أنه سيحقق طموحات الأمة العربية والإسلامية في النهضة والتقدم، وذلك بعدما انتهت كافة مشاريع الإسلام السياسي بالمنطقة، إلى أسوأ نهاية، لم يكن يتوقعها أشد المعارضين للإسلاميين تشاؤما وكراهية.
وفي تزامن لا يخلو من دلالة، واكب مشروع الزمر، إعلان حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، تأييده لمبادرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، التي أطلقها كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
مشروع الزمر، وإعلان "البناء التنمية" من داخل مصر تأييد المصالحة، لا يمكن فهمهما إلا باعتبارهما تنقيبا في ركام المواقف السلبية للإسلاميين، للبحث عن شيء إيجابي، يعيد التيار الديني بأكمله إلى الحياة من جديد، بعدما بات منبوذا من الجميع، لذا جاءت عبارات «الزمر» تختلف كليا عن اتجاهات التيار الإسلامي الفكرية والسياسية، وهو ما يفقدها المصداقية والقابلية للتحقيق على أرض الواقع.
حديث رئيس البناء والتنمية السابق، يؤكد أنه لا يدرك المستجدات والمتغيرات الهائلة، التي شهدها العالم والإقليم، حتى يكون قادرا على التعاطي معها؛ فالعالم العربي في أغلبه، وحتى الذين يتخذون مواقف على الحياد من إعلان الإخوان جماعة إرهابية، ونبذ التيار الديني تماما، نظرا لاعتدال أوضاع الإسلاميين، ودورانهم في فلك تلك الأنظمة، لايقبلون بعودة الإخوان وحلفائهم مرة أخرى، بما يعني أن محاولات هيكلة التيار الإسلامي، وإعادة تموضعه، بما يجعله أكثر استجابة للتحديات الجديدة، هي والعدم سواء.
فات على الرئيس السابق، لحزب البناء والتنمية، والهارب في قطر، خلال إعلانه العزم، تقديم جيل جديد للقيادة، يتمتع بوعي إستراتيجي يكمل المسار، أن عواجيز الإخوان، بتأييد السلفيين وبعض الحركات الجهادية، بما فيها الذين ينتمون للبناء والتنمية أنفسهم، طحنوا عظام الشباب، ولايوجد لديهم حتى الآن، أي إستراتيجية لنقل السلطة بسلاسة ويسر، لقيادة جديدة تستطيع فتح حوار مع الدولة، مع أنهم يتحدثون ليل نهار عن الديمقراطية.
وهم أنفسهم بما فيهم «الزمر»، يتركون شباب الإسلاميين حتى هذه الساعة، بجانب أبناء بعض الحركات المعارضة للدولة، فريسة لأيمن نور، الذي لعب بعقولهم في البداية، لإغرائهم بالعمل معه في القناة الشرق، الممولة من الإخوان ومواليهم، ولا يجدون حاليا قوت يومهم، ومهددون بالطرد على نواصي تركيا.
مشروعات الإسلاميين، مجرد حرث في ماء، وتؤكد يوما بعد الآخر، انهيار التيار للأبد.