رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو الليثي يكشف أسرار فيلم الزوجة الثانية

عمرو الليثي
عمرو الليثي

واصل الإعلامي عمرو الليثي، الحديث عن أسرار وكواليس خاصة عن المنتج الكبير جمال الليثي وتعاونه مع مخرج الواقعية صلاح أبو سيف في التجربة الثانية وفيلم "الزوجة الثانية" بعد فيلم "القاهرة 30".


وجاء مقدمة فيلم الزوجة الثانية: «والدنيا واللي في الدنيا. هنا كله في صندوق الدنيا.. مد يا شاطر.. قبل ما يلعب.. قرب واتفرج على الدنيا.. أول هام الدنيا الحلوة اللي اسم الله عليك عارفها وشايفها من حواليك.. تانى هام فيه ناس تعبت وناس غلبت.. وتالت هام ناس هبشت في الدنيا وطلعت. وناس يا حول الله وقعـت من قعر الدنيا.. ورابع هام، اقعد واتفرج على الدنيا.. آدي الفلاحة التفاحة.. للي في الغيط وفي بيوت الناس كداحة.. اسمها فاطمة تخبز أردب عشر قطمة.. وآدى الفلاح يا وله.. اللى اسمه أبوالعلا بيزرع أرض الغير.. ولا ينوبه من الخير حبة ولا خردلة.. وآدي الست حفيظة على خزاينها حفيظة. وآدي عتمان العمدة البائس ثروته على ثروتها وراقد.. والاتنين نازلين سف في سف بس بيضربوا كف في كف علشان ما معاهمش العيل اللى في الأموال بيكيل».

كلمات رائعة كانت بداية فيلم من أقوى الأفلام المصرية وأروعها، هو فيلم الزوجة الثانية بصوت الممثل القدير شفيق نور الدين، الراوي الذي يحكي لنا -بصوته فقط- وقائع الفيلم، بعد أن أخبر الأطفال المجتمعين حول الصندوق فكرة مصغرة عن هذه الدنيا وألاعيبها.

أُخذت قصة فيلم الزوجة الثانية عن قصة للأديب أحمد رشدي صالح.

وأشار الليثي أن فيلم الزوجة الثانية جمع نخبة كبيرة من النجوم فمثلت بطولته سندريلا الشاشة سعاد حسنى أمام شكري سرحان، وصلاح منصور، وكان هذا الفيلم يمثل نقلة لجميع المشاركين فيه، فكان من أنجح أفلام صلاح أبو سيف وكان من أدوات أبو سيف في مدرسته الواقعية الانتقال خارج الاستديوهات المغلقة في التصوير، فقام بصولات وجولات داخل الشوارع المصرية والحارات والأزقة؛ لأنها هي الواقع الفعلي للمجتمع وانتقلوا في فيلم الزوجة الثانية إلى قرية في القليوبية، كان العمدة فيها شقيق الصحفي الفني الكبير حسن إمام عمر، ونزلوا عليه ضيوفًا طوال مدة التصوير كما حكى لي الأستاذ جمال الليثي، وفي كل يوم كانت مائدة الإفطار تحفل بالفطير المشلتت، والعسل الأبيض، والزبد الفلاحي، والقشدة، والجبن، وكانت سعاد حسني تقبل على الطعام بشهية وسعادة كبيرة، أما مائدة الغداء فكانت تحفل بـ«المحمر» و«المشمر» كما يقول أهل الريف، وكان العمدة المحب للفن قد اعتاد استضافة مجموعات التصوير في الأفلام المصرية ونجومها، فعل هذا مع فريد الأطرش وسامية جمال، وفعله مع الفنانة الكبير شادية والعملاق محمود مرسي والفنان الكبير يحيى شاهين في فيلم شيء من الخوف.

أما الفنان صلاح منصور فعلى الرغم من أنه عمل مع الكثير من المخرجين، إلا أن المخرج الكبير صلاح أبو سيف استطاع أن يقدم صلاح منصور في أفضل صورة من خلال العديد من الأفلام، وكانت بداية التعاون معه في فيلم بداية ونهاية عام 1960 ونجح صلاح منصور في تجسيد الدور ببراعة، ليكرر التعاون مرة ثانية من خلال فيلم الزوجة الثانية، حيث قدم صلاح منصور دور «العمدة عتمان» المزواج. ووصل صلاح منصور للقمة من خلال هذا الدور، وقدم مع سناء جميل دويتو رائعًا، وحتى الآن لا يمكن أن ننسى جملة سناء منصور «الليلة يا عمدة» ورده عليها «هي حبكت الليلة»، ويطل علينا الفنان القدير حسن البارودي في دور من أفضل أدواره وهو شيخ القرية المداهن للعمدة الظالم ويأتي هذا الفيلم الرائع ليكون وثيقة سينمائية مهمة في تاريخ السينما المصرية ليفضح الظلم بشتى أنواعه ويؤكد أن الانتصار دائمًا للحق والخير والجمال، فهى فعلًا دنيا وفيها كل إشى وكل من جاها مشي وكل ظالم انخسف والحق هو اللى اتنصف.

وتوتة توتة فرغت الحدوتة.
الجريدة الرسمية