رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط أحمال المنتخبات: الحضري «بيطلع عيني».. وأحمد فتحي «موسوس» وصلاح «ملتزم»

فيتو


 

 

  • نجم منتخبنا يلتزم غرفته معظم الوقت لقراءة القرآن وينام مبكرا
  • سمير زاهر وفر "لبن العصفور" لحسن شحاتة
  • حققت مع شوقي غريب أعظم إنجازات الكرة المصرية
  • 6 بطولات في مشوارى مع المنتخبات الوطنية
  • هذا الشبح يهدد مستقبل نجوم الكرة
  • شوقى غريب يثق في إمكانياتي ويصطحبني معه في أي نادٍ أو منتخب يتولى تدريبه



"أبطال الظل".. لقب يستحقه عدد كبير من الجنود المجهولين الذين يقفون وراء نجاح المنتخب الوطني خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لما يبذلونه من جهود، ربما تكون بعيدة عن أعين الإعلام والجماهير، ولكنها لا غنى عنها للاعبين والجهاز الفني. 


مخطط أحمال المنتخب، واحد من هؤلاء الذين يعملون خلف الكواليس بلا ضجيج، ويؤدون مهامهم على أكمل وجه، لا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا.


الجندي المجهول.. المصطلح الأكثر دقة عند الحديث عن واحد ممن يحملون تاريخا حافلا من العمل مع المنتخبات الوطنية.. كان شريكا أساسيا وشاهدا على معظم الإنجازات التي حققتها المنتخبات المصرية، في السنوات العشر الأخيرة، ويعد أحد الأسباب الرئيسية وراء أغلب هذه الإنجازات كونه أول من نادى بنشر تجربة مخطط الأحمال وتعميمها داخل المنتخبات والفرق الرياضية، خاصة وأنه يحمل الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص الذي يعد حجز الزاوية في تفوق أي رياضى، ووضعه على أول طريق البطولات، إنه الدكتور كمال عبد الواحد مخطط الأحمال في منتخب مصر الأوليمبي، الذي حل ضيفا بصالون فيتو ودار معه هذا الحوار.

البداية كانت من داخل قطاع الناشئين، وتحديدًا "ناشئي الأهلي" وقال عنها "عبد الواحد": التحقت بقطاع الناشئين بالنادي الأهلي حتى فريق الشباب تحت 19 سنة، ثم انتقلت بعدها لنادي المنصورة بترشيح من الكابتن ميمى الشربينى، وقضيت به سبعة مواسم، وبكيت بشدة عند رحيلى عن الأهلي، واعتزلت في المنصورة في سن 28 سنة، ولعبت هناك إلى جوار أشرف الماحى وأحمد شاكر وسعد سليط وسطوحى، وخلال وجودى في نادي المنصورة أكملت دراستى الأكاديمية بكلية التربية الرياضية، ثم حصلت بعدها على الماجستير ثم الدكتوراه في مجال تخطيط الأحمال البدنية. 

وأضاف: دفعتى في النادي الأهلي كانت تضم أحمد شوبير وعلاء ميهوب وطاهر أبوزيد وأسامة عرابى ومصطفى أبو الدهب وأسامة عباس، ورحلت عن الأهلي لوجود جيل العمالقة في الفريق الأول، ما قلل من فرص حصولى على مكان بينهم، فكان الفريق الأول وقتها يضم الكابتن محمود الخطيب ومصطفى عبده وشريف عبد المنعم وكنت ألعب مهاجما ومن المستحيل أن ألعب على حساب هؤلاء، وأكمل: أول ما اشتغلت بعد الاعتزال كان في النادي الأهلي، حيث رشحنى الراحل ثابت البطل للعمل مدربا للياقة البدنية في قطاع الناشئين، واشتغلت مع الكباتن خالد جادالله وأحمد ماهر ومختار مختار، وكنت أول من عمل في هذا التخصص في مصر، وأول من نادى بضرورة وجود مخطط أحمال في الأجهزة الفنية لجميع الفرق الرياضية. 

وواصل: مخطط الأحمال مسئول عن الارتقاء بالنواحى البدنية للاعبين، إلى جانب التأهيل والتجهيز البدنى للاعبين العائدين من الإصابة، أو الذين ابتعدوا عن الفريق لفترة طويلة، حتى يصبحوا جاهزين للمشاركة في المباريات، وكان نجوم التدريب في الأهلي يأتون باللاعبين في قطاع الناشئين، ويسألوننى "عايزين نجهز اللاعب ده هيخد معاك أد إيه" وكنت وقتها رقم واحد مصر في هذا التخصص، وعن انتقاله إلى صفوف المنتخبات، قال: الكابتن شوقى غريب أول من اختارنى للعمل في المنتخبات الوطنية، وكان ذلك في منتخب مواليد 80، الذي شارك في كأس العالم للناشئين التي نظمتها مصر عام 97 جيل أحمد بلال وهانى سعيد وأحمد إكرامى وأشرف أبوزيد، وكان الراحل الدكتور محمد على، المدير الفنى لمنتخب الناشئين، ومنذ ذلك الحين لم أفارق الكابتن شوقى غريب، وعملت معه في جميع المنتخبات والأندية التي تولى تدريبها حتى وقتنا هذا.

وتابع: كما قلت لك البداية كانت مع منتخب الناشئين مواليد 80، ومنتخب الشباب مواليد 82 الذي حصل على برونزية كأس العالم بالأرجنتين عام 2001، ومنتخب مصر مواليد 83 تحت قيادة الكابتن حسن شحاتة، وضم هذا الجيل عماد متعب وحسنى عبد ربه وأمير عزمى ومحمد الزيات وشريف إكرامى، بعدها تولى حسن شحاتة تدريب المنتخب الأول المنتخب الأول، وعملت معه من 2006 إلى 2010، ثم عدت مرة أخرى للمنتخب في 2015 مع الكابتن شوقى غريب، وحاليا معه في جهاز المنتخب الأوليمبي. 

وفيما يتعلق بسر العلاقة التي تربطه والكابتن شوقى غريب، قال: لديه ثقة كبيرة في إمكانياتى كمخطط أحمال منذ أن عملت معه لأول مرة في منتخب الناشئين مواليد 80، ومنذ ذلك الحين يصطحبنى معه في أي نادٍ أو منتخب يتولى تدريبه، ليس هذا فحسب بل إنه يضعنى كأول عضو في الجهاز الفنى المعاون له عندما يتعاقد مع أي فريق، ثم يبدأ بعدها في اختيار بقية أعضاء الجهاز الفنى، ونعمل معا منذ أكثر من 21 عامًا، ولذلك أعتبره صاحب الفضل في وضعى على الطريق الصحيح لاحتراف تدريب اللياقة البدنية وتخطيط الأحمال، وشجعنى كثيرا حتى حصلت على الدكتوراه في هذا التخصص. 

وأشار إلى أنه كان أحد المشاركين في إنجاز الفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية 2006 و2008 و2010، وحصل على بطولة أمم أفريقيا تحت 17 سنة مع منتخب الناشئين مواليد 80 في بتسوانا، وهى البطولة الوحيدة التي حققتها مصر في هذه المرحلة السنية، كما حصل مع منتخب الشباب مواليد 83 على بطولة أمم أفريقيا للشباب في بوركينا فاسو عام 2003 وتأهل منها لكأس العالم للشباب بالإمارات، وحصل على برونزية أفريقيا في إثيوبيا وبرونزية كأس العالم 2001 مع منتخب مواليد 82 تحت قيادة شوقى غريب. 

وروى "عبد الواحد" مواقف حدثت بينه وعدد من نجوم المنتخب قائلا: أبرز المواقف كانت دائما تكون بينى وبين عصام الحضرى، فكان كلما زاد وزنه كيلو جرام واحد "كان بيطلع عينى" وكل شوية كان يأتى إلى غرفتى ويطلب منى أن أقيس وزنه، وكانت الدنيا بتسود في وشه لما وزنه يزيد، و"الحضرى"، يضحى بملذات الحياة كلها بيضحى بالأكل والشرب والسهر والفسح، كما أنه من أكثر اللاعبين في مصر التزاما، فهو ينهى المران مع فريقه ويتوجه إلى بيته مباشرة، ويمنح جسده الراحة التي يحتاجها ولا يحب السهر وكثرة التنطيط، ويطبق الحياة الاحترافية بدرجة عالية.

وأضاف: أما أحمد فتحى فمن أكثر اللاعبين الذين كانوا يجهدوننى في العمل معهم، لأن عنده وسواس، فحرصه على الوصول لأفضل فورمة بدنية خلال المباريات، كان يجعله دائما يطالبنى بتكرار الوحدات التدريبية البدنية له، للوصول لأفضل نتيجة، وهو ما كان يجهدني كثيرا، ولذلك فهو يعد من أفضل اللاعبين في مصر الذين لديهم قوة تحمل بدنى تجعله قادرا على خوض مباراتين متتاليتين.

وتابع: تعاملت مع محمد صلاح لأول مرة في المنتخب الوطنى الأول في عام 2015 مع الكابتن شوقى غريب، ومنذ اللحظة الأولى التي اشتغلت فيها مع صلاح، أدركت أن هذا اللاعب أمامه مستقبل كبير في أوروبا، لأنه كان يطبق قواعد الاحتراف بامتياز داخل معسكر المنتخب، بل إننى كنت عندما أذهب إلى غرفته بالمعسكر، أجده يؤدى وحدات تدريبية إضافية داخل غرفته، أعطاها له مدرب بازل السويسرى، كما أنه يلتزم غرفته معظم الوقت لقراءة القرآن وينام مبكرا، ويمنح جسده ما يحتاجه من الراحة بعد التدريب. 

وأوضح أن الكابتن سمير زاهر سمير كان يوفر "لبن العصفور" للجهاز الفنى واللاعبين، ولم يبخل على هذا الجيل في المنتخب بأى شيء، وعصره يوصف بالعصر الذهبى للكرة المصرية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

الجريدة الرسمية