الأمطار وصرخة القاهرة الجديدة!
ليس أمرًا مفاجئًا أن يرتفع صوت أهالي وسكّان القاهرة الجديدة بعد أن تعرضوا لأزمة الأمطار الأخيرة.. فقد كانت معاناة بعضهم كبيرة وقاسية جدا، حينما احتجزوا لساعات في الطرق بعد أن غطت مياه الأمطار والصرف شوارع عديدة.. ولا ننسى أن سكان القاهرة الجديدة هم من أبناء الشريحة العليا للطبقة المتوسطة وأيضًا ما فوقها اجتماعيًا، أي من أغنياء مصر، وصوتهم طبيعي أن يكون عاليًا ويجد صداه في أجهزة الإعلام، على عكس العديد من المناطق الفقيرة التي تعاني عادة في صمت أو أن تصرخ بلا صوت، وأن ارتفع صوتهم لا يسمعه أحد.
أيضا ليس مفاجئا أن نكتشف وجود إهمال أو فساد وراء معاناة أهل القاهرة الجديدة بسقوط الأمطار، فهكذا كانت حياتنا لعقود طويلة تمضي وتسير، فضلا عن العشوائية أيضا التى كانت تتحكم في حياتنا وتفرض نفسها على أعمالنا للأسف الشديد، وهى العشوائية التي جعلتنا نبني القاهرة الجديدة غير واضعين في اعتبارنا احتمالات تمددها وتوسعها، الذي يزيد الأعباء على بنيتها التحتية من طرق ومياه وصرف صحي وكهرباء، وهو ما اعترفت الحكومة مؤخرا أنها تحتاج لإعادة نظر أو إعادة بناء مجددا..
لكن الجديد بالفعل هو التحرك الرسمي فورا لمواجهة هذه المعاناة التي تعرض لها أهل القاهرة الجديدة، وتقديم رئيس الحكومة الاعتذار لهم على ما تعرضوا له، ونزول رئيس الرقابة الإدارية ليحقق بنفسه فيما حدث لمواجهة أي فساد أو إهمال، وفوق ذلك كله وعد رئيس الجمهورية بنفسه ألا تتكرر هذه المعاناة.. ونتمنى أن نرى ذلك كله عندما يعانى الفقراء وأبناء الشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة في الأحياء الشعبية والقرى الفقيرة.
