توفيق الحكيم يكتب: الحقيقة الغائبة
كتب الأديب توفيق الحكيم، مقالاً في جريدة الأهرام عام 1983 في شكل حوار بينه وبين كوكب الأرض عن القوة، تعرض فيها لبعض البديهيات كالفرق بين الطاقة والقوة.
قسم توفيق الحكيم القوة إلى أنواع مثل القوة المادية، والعقلية، والروحية، والاقتصادية، وقالت المجلة تعليقًا على المقال: إن هذا أمر طبيعي منه فهو يرى أن الإنسان وحده.. عضوية واحدة كعقل، وقلب، وجسد، وروح.
يؤكد المقال أن القوة في أي صورة من صورها سواءً كانت المال أو السلطان والجسد والروح لا سبيل للحصول عليها إلا باستعمال الوسيلة الصالحة في أي صورة من صورها مثل الخديعة، النفاق، إهدار الكرامة، القنبلة الذرية... إلى آخر وسائل تحقيق الغايات، وهذا ما نادي به من مئات السنين.
يقول الحكيم: إن تقسيم الجهد البشري إلى غاية ووسيلة مسألة غير مقبولة؛ لأنها مخالفة للأخلاق، بل مخالفة للواقع، إنها تنطبق دون شك على سلوك الفئران في معامل العلم، وعلى سلوك الحيوانات في الغابة، وعلى سلوك بعض الناس في بعض المجتمعات، لكن الجهد البشري لو نظرنا إليه لوجدناه شيئًا يختلف عن مجرد الفعل ورد الفعل، وعن مجرد الغاية والوسيلة.
يقول الحكيم: إن تقسيم الجهد البشري إلى غاية ووسيلة مسألة غير مقبولة؛ لأنها مخالفة للأخلاق، بل مخالفة للواقع، إنها تنطبق دون شك على سلوك الفئران في معامل العلم، وعلى سلوك الحيوانات في الغابة، وعلى سلوك بعض الناس في بعض المجتمعات، لكن الجهد البشري لو نظرنا إليه لوجدناه شيئًا يختلف عن مجرد الفعل ورد الفعل، وعن مجرد الغاية والوسيلة.
إن قوة الإنسان الحقيقية ليست في حسن استخدامه الوسيلة لبلوغ الغاية، بل هي في كون الحياة بالنسبة للإنسان غاية ووسيلة في نفس الوقت.. لا للفرد وحده بل للجنس البشري بأجمعه.
كما أنه ليس خوف الإنسان من الإنسان هو الذي يمنع التطور.. بل إنه خوف الإنسان من الحياة، وهو الخوف الذي لا يستطيع التخلص منه إلا إذا استطاع الإنسان أن يفهم الحياة ويدرك حقيقتها فيخضعها لإرادته، وذلك لا يتأتى إلا عن طريق الجهد الحر الخلاق الذي يجب ألا يتقيد بغاية؛ لأن الجهد الذي يتقيد بغاية يفقد حريته ويفقد معها قدرته على الخلق.. ومن هنا كان حسن استخدام الوسيلة للغاية ضعفًا للحقيقة لا قوة لها.