فاتن حمامة تكتب «تبرعنا لضحايا الحرية في ألمانيا»
كانت الفنانة فاتن حمامة سفيرة لمصر وممثلة لها في مؤتمر السينما الذي عقد عام 1953 بألمانيا فكانت خير دعاية لمصر.
وعند عودتها كتبت في مجلة المصور عام 1953 مقالا قالت فيه:
كانت زيارتى لألمانيا أمنية تمنيتها لأرى تلك البلاد التي أصبحت ذليلة تعسة تتنازعها سلطتان رهيبتان، وكان علىّ أن أكون داعية لبلادى في مؤتمر السينما الذي ضم جنسيات من سائر قطاع الأرض. الغريب أن الناس في ألمانيا كانت تعتقد أن مصر هي الملك فاروق وأن الشعب المصرى على غرار فاروق طائش مستهتر، ولذلك كان فاروق يعامل بالاستهجان كلما ظهرت له صور على الشاشة أو في الصحف.
وكان المسئول الألماني الذي يقدم الفنانين حريصا على أن يقدم كل فنانة باسم البلد التي قدمت منها وتنتسب إليها، ولما جاء دوري قدمنى وهو يقول (أقدم لكم فنانة من فنانات مصر، أقدم لكم بيت فرعون) وإذا بالقاعة التي تضم 25 ألفا تنهال أكفهم بالتصفيق وتهتف أفواههم لمصر، وكم كانت سعادتى أن شعب ألمانيا يحمل هذه الصورة العظيمة عن مصر وفنانى مصر.
وبعد المؤتمر تقدم لى مئات من الشباب والسيدات والفتيات يطلبن توقيعى على أتوجرافاتهم، فكنت أوقع باسم المصرية العريقة في مصريتها ليكون اسم مصر دائما مذكورا على ألسنة هؤلاء الناس.
وعندما كنت أسير في الشارع كنت أرى الوجوم على الوجوه لأن آثار هزيمة ألمانيا من الروس ما زالت باقية وناطقة في كل شيء حتى في المبانى الشاهقة.
عدت من ألمانيا ومعى أكثر من 100 صحيفة ومجلة كلها كتبت عن مصر وعن السينما وعن المؤتمر وعن الأفلام المصرية التي عرضت وأشهرها فيلم (لك يوم يا ظالم).
