«الدقهلية» عروس الدلتا تغرق في تلال القمامة (صور)

سادت حالة من الغضب والاستياء بين أهالي محافظة الدقهلية بعد معاناتهم اليومية من تلال القمامة التي يعيشون فيها يوميا ولم يستطع المسئولون في محافظة الدقهلية الوصول إلى حلول لتلك المشكلة التي أصبحت وحشا كاسرا يكشر عن أنيابه لافتراس المواطنين.

وتحولت محافظة الدقهلية التي كان يطلق عليها عروس الدلتا إلى تلال قمامة، حيث تنتشر القمامة في الشوارع الداخلية وعلى الطرق مما أدى إلى تصاعد وانتشار الأمراض والأوبئة، فالشوارع مليئة بالقمامة يلتف حولها الكلاب والقطط وتنبعث منها الروائح الكريهة.

ويقول أحمد علي، من سكان مدينة المنصورة، إن الشوارع تمتلئ بتلال القمامة وتنتشر معها الأمراض والأوبئة ومشكلات التنفس تصاحب الأطفال صغار السن، مطالبا المسئولين أن ينظروا إليهم بعين الرحمة وأن ينتبهوا إلى مطالبهم التي تتمثل في الحصول على حياة آدمية.

ونددت نهى عبد الله بدفع رسوم القمامة شهريا في حين عدم وجود عمال النظافة فلا نراهم إلا فيما ندر وحملت انتشار الأمراض في القرى للمسئولين بسبب تخاذلهم، وتناشد نهى الوحدات المحلية بالاهتمام بحياة السكان لأنهم عانوا كثيرا من انتشار الأمراض والأوبئة.

يقول أشرف عبد المعطي من سكان منطقة المجزر "أصبحت مشكلة القمامة أمرا ليس غريبا فنستيقظ يوميا على روائح كريهة وتلال متراكمة وتعبنا من الكلام في المشكلة دي حتى أصبحت عادة مستمرة وواقع مفروضا كشرب المياه للإنسان، وبعدما طفح الكيل قومنا بمجهود ذاتي وجمعنا القمامة على حسابنا الخاص حتى نتعافى من الأمراض والروائح الكريهة ونحمي أطفالنا من الأخطار الصحية.

سعاد السيد ربة منزل تقول "المسئولين مغيبين وأرسلنا عشرات الشكاوى لمحافظ الدقهلية لكن الردود معدومة، متساءلة إلى متى سنظل في هذه المعاناة والمخاطر الناتجة عن انتشار القمامة، مشيرة أنها تخشى على أطفالها من الأمراض الصدرية خاصة بعد انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير والطيور والأوبئة والعدوى التي نسمع عنها في المحافظة.

وتابعت "قمنا بجهود ذاتية وقمنا بإزالة تلال القمامة المنتشرة في الشوارع لكنها تتجمع مرة أخرى والمشكلة ما زالت قائمة، حيث يتم إلقاء القمامة في الأراضي الواسعة الفضاء حتى ترتفع الأكوام ونناشد المسئولين بمراعاة المواطن الفقير ومراعاة حقوقهم.

ويقول محمد عبد الهادي "طالب" قررت أنا ومجموعة من الشباب أن نقوم بجمع النظافة حتى يتم إخلاء الشوارع تماما لكن أعتقد أننا لن نستمر في هذا العناء، ونطالب المسئولين توفير حياة آدمية لنا ولأسرنا، لأن القمامة أخطارها كثيرة بداية من الأمراض الصدرية خاصة عند الأطفال.

تحية إسماعيل "ربة منزل" تقول الحياة بقت صعبة وسط تلال القمامة التي تحاصر منازلنا التي ترتفع لعدة أمتار فوق سطح الأرض وأصبحت مقالب القمامة تمثل بؤرة تلوث لجميع مواطني محافظة الدقهلية.

ومن جانبه أوضح المهندس محمد رفعت الشناوي أمين الاتحاد النوعي للبيئة أن محافظة الدقهلية تنتج يوميًا ما يقرب من 6000 طن من القمامة، مؤكدا أن القمامة تحتاج لإدارة رشيدة لتدويرها للاستفادة منها بدلا من التلوث التي تتسبب فيه والأمراض التي تسببها للمواطنين، مشيرا إلى أن القمامة تنبعث منها الغازات السامة "كالميثان وأول وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت وغازات الفلوروكلوروكربون وهذه الغازات تكون السبب الرئيسي والأساسي للأمراض المعدية والمعوية وأمراض الجهاز التنفسي.

ورصدت عدسة "فيتو" تراكم أكوام القمامة على جانبي الطريق خلال جولة لمحافظ الدقهلية أثناء سيره بين تلال القمامة التي حاصرت موكبه على جانبي الطريق وهو الأمر الذي لم يعط المسئولين له اهتماما بدءا من المحافظ، لتتم محاسبة المقصرين من الوحدات المحلية المسئولة عن هذا التقصير.

وأصبحت مداخل المدن والقرى مليئة بالقمامة في مشاهد يندى لها الجبين وتضرر السائقين من تلك المشاهد خاصة بعد قيام مجهولون بإشعال النيران بالقمامة على الطرق مما يؤدي الدخان إلى حجب الرؤية ووقوع حوادث متكررة على الطرق خاصة في الساعات المتأخرة والأولى من اليوم.

تأتي له شكاوى يومية من المواطنين والشباب لإيجاد حلول في مشكلة القمامة لكن نحن نبذل قصارى جهودنا لحل تلك الأزمة حفاظا على حياة المواطنين والأطفال.