رئيس التحرير
عصام كامل

خلاصة الخلاصة في أزمة التجمع الخامس!


كنا شهودا على ما جرى.. ولأسباب ليس من المناسب روايتها هنا.. شاهدنا أستاذنا الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير في مركز الأهرام والصديق العزيز الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي وكاتب هذه السطور ـ وقائع ما جرى في التجمع الخامس.. المياه في كل مكان وبارتفاع كبير كما قالت وسائل الإعلام.. شلل في حركة المرور حتى قضينا داخل التجمع ثلاث ساعات لمجرد ـ لمجرد ـ دخوله لتوصيل الدكتور ربيع إلى منزله بمدينة الصحفيين والعودة فورا!!


ما جرى من أحداث يعرفه الناس.. فلم تتوقف وسائل الإعلام منذ أمس عن الحديث ولديها الحق.. بل كان ذلك ضروريا في ظل سطوة إعلام التواصل الاجتماعي الذي سبق كالعادة الإعلام التقليدي.. إلا أن الجديد هو كارثة تلف الممتلكات داخل المنازل والفلل خصوصا سكان الدور الأول وهنا سنتجاهل كل الأسئلة التي سألها غيرنا منذ الأمس من عينة "أين كانت سيارات سحب المياه" و" أين بالوعات الأمطار" و"من المسئول عن التصميم السيئ" إلى آخره..

حيث من المهم أن نطرح أسئلة أخرى هي: من يراقب هواتف الإنقاذ السريع وشرطة النجدة وشكاوى المواطنين؟ نجزم أن كل هذه الأرقام لا تعمل وسبق وطالبنا -بكل وسائل الإعلام المتاحة- بالرقابة عليها ومتابعتها بانتظام لأنها الأمل الأخير لإنقاذ عشرات الألوف من المواطنين في ظروف استثنائية يكون الإهمال معها مكلفا وغاليا، كما أنها واجهة الدولة والتقصير فيها يعطي الانطباع بإهمال الدولة كلها.. وهذا يظلم جهات أخرى نشيطة وكفؤة!

أيضا نسأل: إن كان ذلك هو حال التجمع بين فساد سابق وإهمال حالي.. بكل ما عليه من أضواء تجعله تحت عبء المساءلة والمتابعة باستمرار فما هو حال في المدن والأحياء الكبيرة الأخرى؟ إذن فما هو الحال في المدن والأحياء والقرى الصغيرة البعيدة في المحافظات البعيدة؟! وفي التجمع ذهب مشكورين الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان وذهب الوزير اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وذلك للوقوف على الأزمة ومحاسبة المقصر فما بالنا بمحافظات بعيدة لا يعرف محافظيها طريق الشارع من الأساس؟!

الخلاصة: الحكومة تنجز الكثير.. لكنها تخفق في الكثير رغم أن هذا الأخير سهل وبسيط جدا وقدمناه تفصيليا في مقال طويل عريض ملخصه: اهتموا بمنظومات شكاوى المواطنين وألزموا الأجهزة والوزارات بالرد عليها.. سواء ما ينشر منها في الصحف ويذاع في الفضائيات أو ما يصل إلى أرقام شكاوى المواطنين المختصرة..

ويكفي جدا أن يشعر المواطن أنه بني آدم حقيقي ومحترم يجد من يسمع صرخته ويهتم بها وبه.. حتى لو كان هناك سوء استغلال لذلك وعدم صحة بعضها.. إذ تكفي جدية المتابعة في اختفاء سلبيات الشكوى.. وبالمناسبة أيضا نجد أكثر الجهات اهتماما بما يصل لها من شكاوى هي الرقابة الإدارية أيضا والتي نأمل أن تعتبر مقالنا ذاته شكوى من إدارات الإعلام في الجهاز الحكومي كله والتي لو أدت واجبها لرفعت أعباء كبيرة عن الحكومة نفسها!!
الجريدة الرسمية