نقص الخدمات والتعثر المالي.. أبرز مشكلات المصانع المغلقة بالشرقية (صور)

تحتفل مصر يوم 1 مايو من كل عام بعيد العمال، وظهر أول قانون يعترف بنقابات العمال عام 1942 وطوال تاريخ مصر كان لعمالها دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبدأت الدولة في الاحتفال به رسميا في الأول من مايو عام 1964 بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

وبالشرقية فعقب ثورة 23 يوليو أنشأ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر العشرات من المصانع من أجل تحقيق نهضة اقتصادية، وإيجاد فرص عمل متنوعة للشباب من بينهم مصنع «الجوت» بمركز بلبيس الأول من نوعه في تلك الفترة الزمنية والذي أقيم عام 1958 على مساحة 120 فدانا تقريبا، وكان يختص بتصنيع أجولة الخيش فقط بغرض الحفاظ على المنتجات الزراعية.

وقال «محمد البلبيسي» 72 عاما أحد العاملين القدامى بالمصنع: عشت في المصنع أكثر ما عشت بين أسرتى. فقد كنت وقتئذ شابا وكان نفسي أنا وزملائي نعمل حاجة بعد فترة عصيبة مرت على البلد فكان المصنع بمثابة مدينة كاملة وخلية نحل لا تهدأ طوال 24 ساعة، ويعمل به المئات من العمال والفنيين والموظفين وكانت الإدارة توفر لنا كل شيء من أنشطة اجتماعية وفنية ورياضية وغيرها، فكنا منظومة ناجحة لدرجة أن صدى النجاح الذي حققه المصنع انعكس سريعا على الأنشطة الرياضية وخاصة فريق كرة القدم الذي شارك في دوري الكبار ومع أساطير اللعبة موسم (1977 و1978).

وأشار«البلبيسي» إلى أن التدهور الكبير والسريع الذي حل بالمصنع بسبب اتباع سياسة البيع والخصخصة والفساد نتيجة تعاقب عدة إدارات عليه أدت إلى تشريد العمالة.

وأكد مصدر بجهاز مدينة العاشر من رمضان أن إجمالي المصانع بالمنطقة يبلغ نحو 2600 مصنع، تقريبا توقف منها نحو 300 مصنع لأسباب عديدة منها انتهاء الإعفاء الضريبي والإغراق وتعويم الجنيه أو تعثر مالي بسبب المديونات أو عدم القدرة على التسويق علاوة على ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه مما تسبب في تشريد آلاف العمال.

وأوضح ممثل جمعية المستثمرين بمدينة بلبيس أن إجمالي المصانع بها يبلغ نحو 324 مصنعا يعمل منها حاليا 96 مصنعا فقط، ويوجد بهم أكثر من 3 آلاف عامل ولك على مساحة 152 فدانا «القطعتين منطقة 72 فدانا ومنطقة 80 فدانا»، لافتا إلى أن المنطقة تئن بالعديد من المشكلات ونقص في الخدمات وغيرها.

يذكر أن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية قد أصدر قرارا في يناير الماضي بتشكيل مجلس إدارة جديد للمنطقة الصناعية ببلبيس برئاسته وتشكيل لجنة فنية برئاسة نائب المحافظ لمناقشة الموضوعات المطروحة والطلبات المقدمة من مستثمري المنطقة وعرضها على مجلس الإدارة.

كما أمر بتشكيل لجنة لمعاينة المنطقة الصناعية، للتأكد من استغلال الأراضي الممنوحة للمستثمرين في إقامة مشروعات عليها طبقا للقانون، وإعداد تقرير للعرض على المحافظ لتذليل العقبات أمام المستثمرين وسحب الأراضي من المستثمرين غير الجادين.

وما زالت أزمة عمال المحاجر والذي يبلغ عددهم نحو 816 عاملا مستمرة حتى الآن، وفي ذات السياق أكد محمد عبد الفتاح عرابي رئيس النقابة العامة للمناجم والمحاجر أن رئيس الوزراء وجه بضرورة حل مشكلة المتضررين.