خطة إسرائيل للحصول على عضوية مجلس الأمن عبر بوابة أفريقيا
مناورة سياسية جديدة تقوم بها إسرائيل في المنطقة بطلب الحصول على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، حيث تسعى دولة الاحتلال منذ عام 2000، للحصول على هذا المقعد بالمجلس الأممي، فيما يتطلب حصولها على أحد المقاعد المؤقتة في المجلس، تصويت ثلثي أعضاء الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة.
60 صوتا أفريقيا
وتراهن إسرائيل قبل التصويت على عضويتها على دول أفريقيا، خاصة بعد التوغل الإسرائيلي الكبير لدولة الاحتلال داخل بعض دول القارة السمراء في السنوات الأخيرة سواء بالزيارات المتكررة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه لدول القارة الأفريقية بتقديم الدعم المالي لتلك الدول.
ولتحقيق هذا الهدف، تركز تل أبيب على القوة الدبلوماسية للقارة السمراء، التي لها قرابة 60 مقعدا في الأمم المتحدة، لكنها تتخوف من التحركات العربية المضادة.
جهود عربية
مساع إسرائيل للحصول على العضوية غير الدائمة تقابلها جهود عربية كبيرة للتصدي لتلك المحاولة حيث عقدت اللجنة العربية المعنية بالتصدي للترشيح الإسرائيلي لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020 اجتماعًا لها أمس الإثنين وذلك بمقر جامعة الدول العربية، وذلك على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة.
وترأس اللجنة، مندوب العراق بالجامعة العربية حبيب الصدر، وعضوية: فلسطين، السعودية، تونس، وبحضور الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو على.
وقال أبو على في تصريح له في ختام أعمال اللجنة، إن اللجنة رفعت جملة من التوصيات والمقترحات للدول الأعضاء من أجل تكثيف وحشد المزيد من الجهود العربية الرامية إلى إفشال الترشيح الإسرائيلي لمجلس الأمن لعامي 2019-2020، والدفع نحو المزيد من الحراك الحثيث من خلال التأكيد على أهمية مواصلة تنفيذ الخطة المعتمدة بشكل عاجل وتوظيف الدراسة القانونية التي أعدتها فلسطين بشأن عدم أهلية إسرائيل للانضمام إلى مجلس الأمن والاستفادة منها في التحركات خلال الوقت المتبقي لتقديم الترشيحات إلى مجلس الأمن.
وتهدف إسرائيل للحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعدة أسباب تبرزها " فيتو" في التقرير التالي :
جرائم الاحتلال
تهدف إسرائيل في الحصول على هذا المقعد من أجل التغطية على جرائم جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين وتبريرها أمام الرأي العام العالمي حيث تطارد حكومة الاحتلال الكثير من الاتهامات بانتهاك القانون الدولي باستمرار، وعدم الالتزام بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية، خاصة وأنها الدولة الوحيدة التي لاتزال تحتل أراضي عربية حتى الآن وترفض الانصياع للقرارات الدولية الداعية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بل إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتسابق في تحدي المجتمع الدولي ليس فقط في رفض السلام وإنما استمرار الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال إنشاء مستوطنات في فلسطين، كنوع من تثبيت الأمر الواقع.
الملف النووي الإيراني
تحاول إسرائيل استغلال عضويتها الدائمة بمجلس الأمن من أجل التنديد من حين لآخر بالملف النووي الإيراني كون طهران من أكثر الدول التي تهدد بوجود دولة الاحتلال، إلى جانب إيجاد منبر دولي قانوني من أجل تبرير انتهاكات إسرائيل لسيادة الدول المجاورة إلى جانب محاولة إقناع العالم بالضربات التي تشنها دولة الاحتلال لبعض المناطق في سوريا ولبنان.
تطبيع الأوضاع
تحاول إسرائيل من تلك الخطوة بتطبيع أوضاعها داخل الأمم المتحدة بعد عقود من معارضة الدول العربية وأعضاء حركة عدم الانحياز الذين يشكلون غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لها، ومحاولة فرض رأيها أمام العام وتشويه القضية الفلسطينية وتقديم تبريرات للعالم على احتلالها الأراضي الفلسطينية والجولان السورية المحتلة.