رئيس التحرير
عصام كامل

قمة «الشاب والعجوز» ترسم خطة أمريكا وفرنسا الجديدة للمنطقة

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون

يبدأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، في واشنطن محادثات بشأن سلسلة من القضايا المشتركة والدولية على رأسها برنامج إيران النووي والتجارة الدولية، ملف الأزمة السورية عقب مشاركة الجيش الفرنسي في الضربة العسكرية التي تبنى الدعوة لها ترامب ونجح في كسب باريس ولندن إلى جواره.


استقبال رسمي
ومن المقرر أن يستقبل ترامب الرئيس الفرنسي مرة ثانية في البيت الأبيض خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة، في مراسم تقليدية يشارك فيها نحو 500 من عناصر القوات المسلحة.

ويعقد ترامب وماكرون لقاء ثنائيا خاصا يستمر نصف ساعة يليه اجتماع أوسع لمدة ساعة مع مساعديهما، على أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا في وقت لاحق.

ويعتبر الاتفاق النووي الإيراني الملف الأكثر حساسية الذي يتناوله الرئيسان في محادثاتهما، لا سيما بعد أن لوح ترامب بإلغاء الاتفاق ما لم يتم تشديد بنوده لإجبار إيران على كبح برنامجها البالستي ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.

وينوي ماكرون طرح اتفاق مكمل بين الدول الغربية للاتفاق النووي من شأنه تقليل هواجس ترامب.

زيارة الرئيس الفرنسي تتوج مساء اليوم الثلاثاء بحفل عشاء رسمي على شرفه وزوجته بريجيت بحضور نحو 150 ضيفا بينهم وزيرا الدفاع جيمس ماتيس والخزانة ستيفن منوشن ومرشح الخارجية مايك بومبيو، فضلا عن رئيسة صندوق النقد الدولي والمسئولة الفرنسية السابقة كريستين لاغارد. ويتبع العشاء حفل موسيقي من أداء أوبرا واشنطن الوطنية.

مسئولية خاصة
وقال ماكرون في تصريحات عقب وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن "نحن كولايات متحدة وفرنسا نتحمل مسؤوليات خاصة جدا... نحن ضامنو التعددية الحديثة، ولدينا الكثير من القرارات التي علينا اتخاذها".

وأضاف أن "هذه الزيارة مهمة جدا في هذا الإطار المليء بالشوك والاضطرابات وأحيانا بالكثير من المخاطر".

وقبل التوجه إلى البيت الأبيض زار ماكرون الذي ترافقه زوجته بريجيت، نصب لينكولن الشهير في واشنطن والمقام تكريما للرئيس الأمريكي الـ16.

شجرة البلوط

وزرع الرئيسان "شجرة بلوط" في حديقة البيت الأبيض قدمتها باريس، ونقلت من غابة في شمال فرنسا قتل فيها أكثر من ألفي جندي أمريكي من المارينز خلال الحرب العالمية الثانية في معارك ضد الجيش الألماني النازي.

وغادر ترامب وماكرون وزوجتاهما البيت الأبيض متوجهين إلى "ماونت فيرنون" المقر التاريخي للرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن حيث يقام عشاء خاص على شرف الضيفين الفرنسيين

خريطة جديدة

وفى منتصف عام 2017، أكد الرئيس الفرنسي خلال زيارة ترامب إلى باريس، أن فرنسا والولايات المتحدة اتفقت على التعاون لوضع "خريطة طريق" لما بعد الحرب على تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط.

وكرر الرئيس الفرنسي كلامه في هذا الشأن وقال في مقابلة مع فوكس نيوز، الأحد الماضى، قبل توجهه إلى واشنطن: إن أمريكا وفرنسا وحلفاء آخرين سيكون لهم "دور مهم جدا" بعد انتهاء الحرب السورية. وحذر من أن إيران الحليف الأكثر دعما للرئيس السورى بشار الأسد ستسيطر على سوريا إذا انسحبت هذه الدول بشكل أسرع من اللازم.

وقال ماكرون إن بلاده ليس لديها خطة بديلة للاتفاق النووى الإيرانى وإن الولايات المتحدة يجب أن تظل ضمن الاتفاق مادام لا يوجد خيار أفضل.

الشاب والعجوز
وبالرغم من أن تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية اتسمت بالهجوم على فرنسا، تقاربت الرؤى بين الزعيمين ووصف الرئيس الامريكى نظيره الفرنسي بـ"الشاب" الذي يستحق الدعم وأكد في هذا السياق على أن فارق العمر لن يحول دون الشراكة بينهما.

ودشنت العلاقات بين الرئيسين بمصافحة عنيفة لفتت أنظار العالم خلال أول لقاء بينهما في مقر السفارة الأمريكية في بروكسل على هامش قمة حلف الناتو العام الماضى.
الجريدة الرسمية