مسئولون لا يعرفون قيمة الوقت!
في مشكلة حي الأسمرات لم أتوقف أمام تظاهر بعض المواطنين والمواطنات رافضين دفع إيجار الوحدات السكنية التي حصلوا عليها ومفروشة، رغم أنهم يعرفون عندما حصلوا على هذه الوحدات أنهم مطالبين بدفع إيجار شهري يبلغ نحو ٣٠٠ جنيه شهريا.. كما لم أتوقف أيضا أمام ما أثير في مجلس النواب حول وجود نائب أو بالأصح نائبة متهمة بتحريض عدد من سكان حي الأسمرات على التظاهر والامتناع عن دفع الإيجار الشهري..
كذلك لم أتوقف أمام إعلان رئيس الحي أن الأغلب الأعم من السكان ملتزمون بدفع الإيجار الشهري ولم يشاركوا في التظاهرة، وأن الحياة تمضي مستقرة في الحي.. إنما توقفت أمام تلك المعلومة التي كشفتها الأحداث في حي الأسمرات، وهي أن مشكلة المواطنين الذين لم يدفعوا الإيجار عمرها ٢٢ شهرا، أي قرابة العامين، يراكم عليهم الإيجار طوالها، ولم يتنبه أحد من المسئولين سواء الإداريين أو السياسيين أو الأمنيين في حي الأسمرات أو في محافظة القاهرة لهذه المشكلة قبل أن تنفجر المشكلة ويخرج هؤلاء المواطنون متظاهرين معلنين اعتزامهم عدم دفع الإيجارات.
هذا يعني أن بعض مسئولينا لا يشعرون بأهمية الوقت ولا يضعون له أي اعتبار، خاصة إذا كان هذا الوقت مرتبطا بمشكلة اجتماعية حتى ولو كانت محدودة، فإن تركها أو تجاهلها مع مرور الوقت سوف يزيدها حدة ويزيد من صعوبة إيجاد حل لها.. وهذا ما حدث في حي الأسمرات..
هؤلاء السكان تركتوا طوال هذا الوقت الطويل دون بحثها وإيجاد حل مناسب لها حتى انفجرت بصورة صارت قابلة للاستثمار من قبل من يتربصون بِنَا ويُريدون تقويض كيان دولتنا الوطنية من خلال إضعاف مؤسساتها وإثارة الشكوك بين المواطنين وهذه المؤسسات.. انتبهوا أيها الغافلون.