باحث يبتكر محطات تحلية مياه منخفضة التكاليف.. تنتج 100 مليار متر مياه سنويا.. تكلفة المحطة 10% من التقليدية.. ويطالب بلقاء السيسي وإنشاء وزارة للمخترعين (فيديو وصور)
التطورات التي شهدها ملف "المياه" خلال السنوات الأخيرة، دفعت عددا من الخبراء والمتخصصين للتحذير من دخول مصر فيما يمكن وصفه بـ"خانة الجوع المائي"، وهو ما تسعى القيادة السياسية، بالدبلوماسية إلى تجنبه، وجنبًا للجهود الدبلوماسية التي تُبذل، بدأت أصوات تطالب بالبحث عن موارد أخرى للمياه غير نهر النيل، وفي هذا السياق كشف الباحث عادل شعبان نوار، عن تفاصيل اختراع جديد يستهدف زيادة مواردنا المائية العذبة، في ظل مشكلات المياه التي يعاني منها الشعب المصري.
اختراع "شعبان" قائم على إنشاء محطة معالجة لمياه البحر، عن طريق الاستفادة من الحرارة المهدرة بمشاعل محطات البترول، وذلك لإنتاج 100 مليار متر مكعب مياه سنويا.
براءة اختراع
الباحث الذي استضافته "فيتو" في صالونها مؤخرًا، أشار إلى تسجيل اختراعه بمكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وهو عبارة عن استخدام الحرارة المهدرة لإنتاج المياه المحلاة بتكلفة بسيطة، وتكون صالحة للاستخدام الآدمي والزراعة والصناعة، من خلال استخدام الشعل الملتهبة لإنتاج صناعة الغاز والبترول، والاختراع يتمثل في تصميم هندسي لمعالجة مياه البحار عن طريق عملية التبخير والتكثيف بفكرة حديثة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
إنتاج كهرباء
أضاف: يمكن استخدام لهب هذه الشعل لإنتاج الكهرباء عن طريق محطات كهرباء بخارية، وهذا الاختراع سيخدم جميع دول العالم لإنتاج مياه عذبة وملح طعام جيد وعلى رأسها دول الخليج المنتجة للبترول والغاز، مع الأخذ في الاعتبار أن تكلفة إنشاء هذه المحطات لا تمثل 10% من إجمالي تكلفة محطات تحلية المياه التقليدية، علاوة على ضعف الكميات المنتجة بتلك المحطات.
وتابع: الاختراع سهل تنفيذه وتطبيقه، لكن يتطلب توافر الإرادة الحقيقية من الحكومة وتحويله لواقع ملموس، والمحطات المقترحة غير قابلة للمنافسة ولا تحتاج لمواد كيماوية أو تكنولوجيا عالية نحتاج لاستيرادها من الخارج، لأنه يعتمد على تكثيف وتبخر المياه.
لقاء الرئيس
"نوار" في سياق حديثه طالب بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعرض تفاصيل المشروع عليه، مؤكدًا أنه فرصة جيدة لمصر لحل مشكلات المياه وتصديره للخارج، لافتا إلى أننا نحتاج إلى إنشاء 50 -70 محطة لتلبي كل احتياجاتنا من المياه وحل مشكلات ارتفاع تكلفة تحلية مياه البحر في المحطات التقليدية.
وأوضح أن خامات المشروع مصرية 100% واستغلال "شعل" البترول لا يؤثر على أدائها سلبيا، بل على العكس سيكون له تداعيات إيجابية على معدلات أدائها وخاصة في أوقات الطقس السيئ.
وردا على سؤال حول المشكلات والتحديات التي تواجه الباحثين والمخترعين المصريين، قال: للأسف الشديد المخترع المصري يواجه الكثير من المشكلات والتحديات، أبرزها تجاهلهم من مؤسسات الدولة وعدم تلقيهم أي دعم أو اهتمام من الجهات المعنية المختلفة، ولذلك نطالب بإنشاء وزارة للمخترعين تكون تابعة للرئاسة مباشرة، وتفعيل الوزارة سيحول مصر لمركز بحثي عالمي، ونصدر اختراعات وتكنولوجيا جديدة للعالم وحل كل مشكلاتنا بالعلم والاختراعات الجديدة.
دعم القطاع الخاص
وفيما يتعلق بدور القطاع الخاص فيما يتعلق بـ"رعاية المخترعين"، قال: القطاع الخاص لا يقوم بأي دور لتبني اختراعات المصريين، ويفضل الاستيراد من الخارج دون بذل أي مجهود حقيقي وهدفه تحقيق الأرباح السريعة دون أية مخاطرة، ولا نجد جدية في مراكز الأبحاث والجامعات في تبني الاختراعات المصرية وهناك مخاوف كثيرة من تعرض أفكارنا واختراعاتنا للسرقة، كما أن هناك نحو 250 مركزا ومكتبا بمختلف المحافظات يستولي على اختراعات الشباب المصري بعقود وهمية ويتم استغلالهم وسرقة أبحاثهم وبيعها بالخارج وجنى الكثير من الأموال، ولذلك نحذر من تلك المكاتب التي تتاجر بعقول وحقوق الباحثين بعيدا عن القانون.
وكشف نوار عن اختراعه 47 اختراعا بمساعدة 5 من الباحثين المصريين المتميزين في مجالات وقطاعات متنوعة، أبرزها اختراع تصميم هندسي للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، وتقدمت به للوزارة ويتمثل في وحدات معالجة لكل المخرجات الصناعية والحد من آثارها السلبية.
وأضاف: واجهت تعاملا ولا مبالاة من مسئولي وزارة البيئة خلاف ما نواجهه من الروتين والبيروقراطية، وهناك تجاهل تام لتعليمات الرئيس بمنح المنتج المصري الأولوية.