باحث أثري يكشف أهم مراحل الجيش وألقاب الضباط في عهد الفراعنة
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إنه في عصر الدولة الحديثة نشأت مراحل طرد الهكسوس وأثناء حصارهم في جنوب فلسطين وثبة معنوية قوية داخل نفوس الملوك والشعب على حد سواء ساعدت على خلق طبقة من محبي العسكرية، حتى وجدنا الملك في عصور الدولة الحديثة غالبًا يذهب بنفسه على رأس جيش في حملاته، وإن كبار ضباطه كانوا من العائلات الكبرى والإشراف، والملك كان بوظيفة القائد الأعلى للجيش.
وأكد "عامر" أن القادة العسكريين في الدولة الحديثة قد أخذت الطائفة العليا منهم رتبًا ودرجات محددة حيث نجد لقب قائد الجيش الأعلى، ولقب قائد الجيش ويتساوى معه في المنزلة لقب قائد الجيش أو العجلات الحربية، ويأتي بعد ذلك لقب كاتب الجيش وهو يتساوى مع لقب آخر هو كاتب الجنود، ثم لقب وكيل الجيش ويتساوى معه لقب وكيل فرق العجلات الحربية وكان هؤلاء القادة الأربعة يشكلون الطبقة العليا للجيش.
وتابع "عامر" بأن الطبقة الوسطى تشكلت من الضباط، حيث نجد لقب قائد إحدى القلاع من كبار ضباط البوليس وفرق الأمن، ثم لقب يتعلق بالنظم الإدارية، ونجد لقب حامل اللواء الذي كان رئيسا لإحدى السرايا، ثم لقب وكيل الجيش، ثم لقب رئيس إحدى القلاع في النوبة، ثم لقب كبير الخمسين الذي كان رئيس إحدى الفصائل، ثم إنه لدينا العديد من الكتاب داخل الوحدات، ثم لقب عشرة الجنود العاديون، أما طاقم العجلات الحربية فكان كل عجلة عليها جنديين السائر والمقاتل على العربة، ويلي جنود العجلات الحربية المشرفين على السطبل.
وأشار "عامر" إلى أن ذلك وضح في الدولة الحديثة في حروب "تحتمس الثالث" و"رمسيس الثاني" حيث وجد بعض عناصر المخابرات التي كانت تقوم بجمع المعلومات عن العدو من حيث التسلح والعدد والمواقع التي يحتلها والمواقع التي يحتلها العدو تمهيدًا لوضع معلومات واضحة أمام مجلس الحرب الذي يعقد برئاسة الملك لوضع خطة الهجوم الملائمة، وكان الجيش ينقسم إلى أربعة فرق كبيرة كل منهما يسمي باسم معبود عظيم، أما عن تسليح الجيش في الدولة الحديثة فقد استخدموا سلاح للوقاية لم يكن موجودًا من قبل وهو الدرع وكان يسمي قميص الحرب أو سريون.
كما ظهرت الخوذة في عهد "تحتمس الثالث"، وفي عهد "رمسيس الثاني" كان الجنود المشاة يسلحون بالحراب والخناجر والسيوف، أما السلاح الشائع في الدولة الحديثة هو العجلات والمركبات الحربية، ونجد أن مكافآت الضباط والجنود هي الأراضي المعفاة من الضرائب حيث توزع كمنح من الدولة، بينما يبدو أنه لم يكن للجنود العاديين أجور ثابتة، وكانت مكافآت الضباط الشجعان أن يهبوا الأوسمة المعروفة بذهب الشجاعة بشكل ذبابات ذهبية رمزًا للعناد والإلحاح والكر والفر أو أسدًا رمزًا للجرأة، كما كانوا يمنحون بعض أسرى الحرب ليكونوا عبيدا لهم.