صحفيون ومعدون فريسة منتحلي الصفة.. الاستسهال وانعدام الثقافة أهم الأسباب..غياب المتابعة والإشراف من القائمين على البرامج.. وأيمن عبد المجيد: خلفت أزمة ثقة بين القارئ والمحتوى الصحفي
انعدام الثقافة وغياب آليات البحث والتحقق، عوامل تجعل الصحفي أو معد البرنامج التليفزيوني، فريسة في براثن المضللين ومنتحلي الصفة، فمن الممكن أن يروجوا لأنفسهم باعتبارهم إحدى الشخصيات المتخصصة وينسبون أنفسهم لهيئات ومؤسسات رسمية أو يتخذون من الدرجات العلمية لهم طريقًا للشهرة وبريقها.
«محام ودبلوماسي وطبيب»، مهن معلنة لشخصيات مزورة.. وحالات قد يقع ضحيتها الصحفي والمعد بشكل يومي، وسط حالة استسهال وتسرع للحصول على مصدر أو ضيف متاح لحلقة تذاع بعد ساعات أو صحفي يحتاج رأيا سريعا لقضية أو أزمة ما أثيرت.. هنا يجد منتحل الصفة فرصته لتضليل الصحفي أو المعد من جهة والقارئ أو المشاهد من جهة أخرى.
موقف نقابة الصحفيين
عامان كاملان أعلنت فيهما نقابة الصحفيين الحرب على منتحلي صفة «صحفي» وبالفعل تم الإبلاغ عما يزيد عن ٨ أشخاص آخرهم أمس مهندس ادعى أنه صحفي للنصب على السائحين، إلا أن النقابة لم تلتفت كثيرًا إلى تأمين وتأهيل الصحفي والمعد من الوقوع ضحية الانتحال والتضليل، وهو ما يفسر زيادة أعداد منتحلي الصفة، الذين اشتهروا بظهورهم المتكرر عبر شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد.
تحذيرات رسمية
من جانبه قال أيمن عبد المجيد، عضو مجلس نقابة الصحفيين: إن التحذيرات الرسمية التي تنفي صلة الجهات بأشخاص بعينها كما حدث من وزارة الخارجية حيال جلال الرشيدي، الذي ضلل بعض المعدين وادعى أنه دبلوماسي، تكون تالية لارتكاب هؤلاء جرائم انتحال الصفة، بمساعدة بعض الإعلاميين والمعدين لهم دون قصد.
الاستسهال وعدم التحقق
وأكد عبد المجيد في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن هذه الحالات تأتي من خلال استسهال بعض المعدين، الذين نجح أحد منتحلي الصفة في تضليله، ويأتي زملاؤه ويحصلون على وسائل الاتصال به دون البحث والتحقق منه، مؤكدًا أنه لا بد أن يتميز الصحفي أو معد البرنامج بثقافة واسعة، وأن يكون أيضًا على دراية بالشخصية التي يستضيفها وفقًا لآليات التحقق من المعلومات وكذلك التعرف على خلفية الضيف السياسية والثقافية.
أزمة ثقة
وأشار عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلى أن هناك أزمة ثقة بين الجمهور والمحتوى الصحفي نتيجة لعدم تدقيق وتحقق بعض الصحفيين، موضحًا أن في الماضي كان ما تنشره الصحف مصدر ثقة ومعلومة حقيقية تقدمها للقارئ ويستشهد بها، أما الآن فقلت الثقة بين القارئ والصحيفة أو الموقع الإلكتروني وكثير ما نسمع عبارة «دا كلام جرايد».
المتابعة والإشراف المستمر
وأكد عبد المجيد، على ضرورة أن يشرف رؤساء التحرير على المحتوى الصحفي قبل نشره، وإعداد دورات تدريبية للصحفيين وكذلك متابعة رؤساء تحرير البرامج لنوعية الضيوف قبل ظهورهم على الشاشات.