رئيس التحرير
عصام كامل

أصدقاؤنا في تل أبيب


توقعت صحيفة التايمز البريطانية نشوب حرب بين إيران والكيان المحتل، وما لم تقله التايمز ونستطيع أن نتوقعه بل ونرسم له سيناريوهات هو موقف العرب.. عرب اليوم ليسوا هم عرب الأمس، والكيان المحتل لم يعد يحظى بذات الكراهية القديمة على مستوى الحكام طبعا، فالشعوب في بلادنا أبعد ما تكون عن التأثير في اتخاذ القرار.. الغزل القائم بين المحتل الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية يوحى بالترتيبات النهائية لحرب إيرانية صهيونية.


ربما يمول العرب هذه الحرب كما مولوا الحرب على العراق، ومولوا ويمولون الحرب على سوريا، وربما يكون الموقف العربي أكثر وضوحا بمساندة علنية للكيان الصهيونى على حساب إيران، وساعتها ستكون الآلة الإعلامية قد نشطت ووضعت طهران في خانة الأخطر على الأمة.. سنرى مؤرخين عربا يتحدثون عن العداء العربى الفارسي القديم وسيتباري الكتاب في إظهار الخطر الفارسي على الأمة.

ولن يكون من المدهش أن تري صورا تجمع قادة عرب مع قادة من العدو الإسرائيلى وهم يحتفون بالنصر، وقد لا يكون مستغربا أن يطالب نتنياهو العرب صراحة بالقيام بدورهم في مواجهة إرهاب طهران، وقد يفرض عليهم التمويل العلنى لتلك الحرب والاعتراف بقوة تل أبيب وقدرتها على حماية العرب من الخطر القادم عبر طهران.

اختلاط الأوراق على هذا النحو سيكون من شأنه خلق جيل عربى جديد لا يرى في تل أبيب صورة المحتل الغاصب للأرض أما مسألة فلسطين فسيتم تسويتها بالشكل الذي ترتضيه إسرائيل، بعد أن تحولت بحكم الوضع الإقليمي والدولى صديقا مقربا وواحة للاستثمار العربى.. باختصار سيقوم العرب بغسل سمعة تل أبيب وتصديرها في زي جديد.. لن يبذل نتنياهو أو غيره جهدا كبيرا ليقول للأجيال العربية الجديدة إنه البطل القادم لحماية الأمة العربية من المحتل الفارسي والعدو التقليدي في إيران.

صورة مذهلة لوضع عربي مدهش، قد لا يقبله عقل ووجدان وضمير عاش سنوات القهر متحديا حالة الضعف والوهن والهوان العربي، أملا في ولادة بطل حقيقي قادر على مواجهة محتل، قاتل، غاصب ليجد نفسه في النهاية عابرا سنوات القهر إلى سنوات العهر!!
الجريدة الرسمية