أوبرا مصرية في السعودية !
مضى ذلك الزمن الذي كانت فيه السعودية تصدر لنا ثقافة دينية منغلقة لعدة عقود مضت أسهمت في الترويج لفكر التطرّف الدينى.. وها هي مصر تعود مجددا لتصدر ثقافة التنوير إلى السعودية كما فعلت مع كل الأشقاء العرب، ومحيطها الإقليمى.. لذلك أن يقوم مغن مصري بإحياء حفلات له في السعودية، وأن تعرض الأوبرا المصرية فنونها على مسارح السعودية فهذا أمر يتعين أن نتوقف أمامه مليا لأنه سوف يكون له آثاره الواسعة والكبيرة.
فنحن لا نقى فقط أنفسنا من التطرّف الدينى الذي صنع لنا وحوشا آدمية انطلقت تقتل وتخرب وتدمر، وما زلنا نخوض حربا ضارية ضدها، وإنما نحن نسهم في إنقاذ أشقائنا أيضا من هذا الخطر.
وما كان ذلك يمكن أن يحدث لولا تلك السياسات المنفتحة التي تتبناها السعودية ويرعاها ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.. وأيضًا لولا الاعتراف بأهمية الدور الريادى المصرى حضاريا وثقافيا، والذي حاول إنكاره بعض الأشقاء العرب، بل وحصاره والتقليل من شأنه، لما حدث ذلك التطور المهم.
نعم ربما ليس لدينا موارد مالية ضخمة مثل بعض الأشقاء العرب الذين يمنح بعضهم أمريكا والغرب منها الكثير، لكن لدينا ثروة ثقافية وحضارية ضخمة وهائلة ونحن لا نضم بها على أشقائنا العرب، لأننا ندرك أن أمننا القومى مشترك، وأن النهوض بهم ثقافيا يحمينا معا من التطرّف والإرهاب.
