بالتفاصيل أسرار مهنة «الخرمنجي» في شركات السجائر
«الخرمنجي» وظيفة موجودة في شركات السجائر، ويكون هذا الشخص مسؤولًا عن تذوق نوع التبغ، ومن ثم إجراء التعديلات اللازمة من إضافات أو زيادة لنسب أو التقليل منها؛ للمحافظة على النكهة المميزة، وإنتاج سيجارة يرضى عنها المدخن.
وتوجهت فيتو لـ«الشركة الشرقية للدخان» إحدى شركات قطاع الأعمال العام، التي تغطي نحو 75% من السوق المصري؛ لمقابلة أحد العاملين بهذه الوظيفة، إلا أنه تم اكتشاف أن الشركة لم تعد تعتمد على هذا الموظف، واستبدلته بعدد من المعامل التكنولوجية الحديثة، التي وصفها العمال بأنها أكبر معامل في الشرق الأوسط، والتي تقوم بدورها بمتابعة المنتج وإجراء عملية إعادة تقييمه من فترة لأخرى.
وأضاف العمال بالشركة، إن الخرمنجي كانت وظيفة أساسية في الشركة حتى 10 سنوات مضت، إلا أن الأمر تغير كثيرا الآن، ولم يعد الاعتماد عليها قويا مثل الماضي.
وتابع العمال: إن عملية تذوق السيجارة يمكن أن يجريها أي شخص داخل شركات السجائر، شريطة أن يكون "بيفهم في الدخان"، على حد قولهم، وقد يكون هذا الشخص من مجلس الإدارة أو رئيس الشركة نفسه، وفي هذه الحالة، يكون الأمر من باب الاطمئنان على المنتج، وليس بمقابل كما كان الوضع من قبل مع الخرمنجية.
واستطاعت فيتو مقابلة أحد العاملين القدامى بهذه المهنة، والذي يدعي محمد عبد الله، وهو رجل ستيني شديد النحافة كان يعمل منذ عدة سنوات في إحدى شركات السجائر، وقال أن مؤهلاته لهذه الوظيفة لم تتعد كونه شخص شره في التدخين، ولديه قدرة عالية على تذوق التبغ والتمييز بين كل نوع وآخر، والمواد المستخدمة في كل نوع.
وأشار إلى أنه كان معني بتذوق أصناف السجائر قبل طرحها في الأسواق، وبالتالي فهو عامل أساسي من عملية تحقيق الشركة للأرباح، إذ يكون سببا في طرح أنواع شعبية للمدخنين.
وحول تأثر صحته بالمهنة، أشار إلى أنه من المدخنين، وبالتالي فكونه خرمنجي لم يزد على الأمر شيئا.
وأضاف محمد أن المهنة في سبيلها للاندثار، بعد أن استبدلها أصحاب الشركات بالمعامل والمتخصصين في المجال الكيميائي، منوها إلى أن مهنة الخرمنجي ليست مقصورة على شركات السجائر فقط، ولكنها موجودة أيضا في مصانع القهوة والشاي، وأحيانا المياه، كذلك فهي ظاهرة عالمية وليست محلية فقط.
الجدير بالذكر أن كود مهنة الخرمنجي في التأمينات الاجتماعية كان يحمل اسم "عامل توليفة الدخان"، وهي إحدى المهن الخطرة المحظورة دوليا.