رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تدار العاصمة الإدارية بالطاقة الجديدة.. مهدي الدالي يقدم حلولا عملية توفر مليارات الجنيهات.. تغطية أسطح المباني بخلايا الطاقة الشمسية.. تقضي على تلوث البيئة وتحاكي أحدث مدن العالم الذكية

فيتو

يرجع الفضل في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وجاء قراره في وقت حرج للغاية، فالديون الداخلية والخارجية وصلت لمعدلات عالية، تكاد تلامس حافة المخاطر، وأزمة مالية طاحنة بعد ثورة 25 يناير امتدت لسنوات، لكن القرار الرئاسي كان مدروسا جيدا، وبعناية شديدة، فالقاهرة اكتظت بنحو 20 مليونا من البشر، والطرق يصيبها الشلل في أوقات كثيرة، فكان تفكير الرئيس خارج الصندوق تماما، ويعد المشروع بحق هو مستقبل التنمية الحقيقي في مصر، وأيضا أهم مشروع استثماري يضخ الخير والنماء في شرايين الاقتصاد المصري.


استثمارات بالمليارات
يبلغ عدد السكان المستهدف خلال المرحلة الأولى نحو 5 ملايين نسمة، بالإضافة إلى 40 إلى 50 ألف موظف حكومي يتم نقلهم بالمقرات الجديدة، مع التخطيط لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 100 ألف موظف بعد الثلاثة أعوام الأولى، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 170 ألف فدان، وعدد السكان عند اكتمال نمو المدينة 6.5 ملايين نسمة، فرص العمل المتاحة نحو مليوني فرصة عمل.

ويعد المشروع من أحدث المشروعات الاستثمارية الخاصة بالتطوير العقاري في مصر، فهذا المشروع البنائي الضخم متوقع أن ينمو عدد السكان به من 18 مليون نسمة إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050، وهو المشروع الذي من شأنه إدخال مفهوم جديد لطبيعة الحياة السكنية بمصر.

وبالطبع تتكلف هذه الإنشاءات مليارات الجنيهات، من محاور طرق لبنية أساسية ومرافق المياه والصرف والكهرباء ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس ومستشفيات وأسواق وأحياء سكنية متنوعة، وبالطبع يجب توافر مصادر للطاقة.

طاقة متجددة ونظيفة
ويقول الدكتور مهدي الدالي، دكتور إدارة أعمال (تخصص تمويل ومحاسبة) جامعة عين شمس، إن الاعتماد على الوقود الإحفوري (بترول وغاز) كمصدر إمداد محطات الكهرباء أمر مكلف للغاية، كما أن الناتج عن هذه المحطات من ثاني أكسيد الكربون وغيره يعد مصدرا رئيسيا لتلوث البيئة، ويكلف أموالا طائلة لعلاج البشر المتأثرين بهذه الملوثات، لكن الطاقة الشمسية هي الأرخص والأفضل، وهي طاقة غير قابلة للنضوب، أما الوقود الإحفوري فسوف ينضب مع مرور الوقت واستنفاد مخزون حقول النفط والغاز.

لذا يجب إنشاء السخانات الشمسية فوق العمارات للحد من استهلاك الطاقة، ووجود التهوية الطبيعية في جميع المباني للحد من استخدام الطاقة، فضلا عن إنشاء مسطحات الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء على أسطح العمارات، للاستفادة القصوى من المساحات المتاحة لإنتاج الكهرباء والطاقة بطريقة آمنة وغير ملوثة للبيئة.

مدن ذكية حول العالم
ويضيف الدكتور مهدي الدالي أن هناك مدنا ذكية حول العالم تستخدم الطاقة الشمسية بدلا من الوقود الإحفوري، منها سونجدو بكوريا الجنوبية، وتتميز أنها من أذكى المدن في العالم، فكل المباني في المنطقة التي تمتد على مساحة 1500 فدان معتمدة على الطاقة البديلة وأجهزة الاستشعار وأجهزة الكمبيوتر التي وضعت على طول الطرق والمباني لتقييم وضبط استهلاك الطاقة، وتعد أكبر مدينة تم تطويرها باستخدام LEED وهو “Leadership in Energy and Environmental Design بمبلغ 35 مليار دولار، وتقع على بعد 64 كلم جنوب سيول.

ثم تأتي مدينة بلانيت في البرتغال، ثم مدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة، وتستثمر المدينة تقنيات الطاقة المتجددة بشكل كبير، وصمم نورمان فوستر مخطط مدينة مصدر في أبو ظبي، بحيث تكون مجتمع لـ500 أسرة تعتمد كليًّا على الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة، ولأنها ستكون مدينة صديقة للمشاة فإنها تحرم السيارات ويمكن للسكان استخدام وسائل النقل العامة الكهربائية والدراجات فقط، كما أن هذه المدينة ستكون مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

أيضا مدينة فوجيساوا في اليابان، وتتجه هذه المدينة إلى الاعتماد على السيارات الكهربائية وبالتالي الحد من تلوث البيئة، وهذه المدينة تقع غرب طوكيو.
الجريدة الرسمية