رئيس التحرير
عصام كامل

بالأرقام.. أرباح قناة السويس من ارتفاع أسعار النفط.. فشل الضغوط الدولية على خطوط الملاحة لتغيير وجهتها بسبب ارتفاع فاتورة المرور من رأس الرجاء.. و«أسبتية»: تعرضنا لمؤامرة من مافيا تشغيل السف

قناة السويس
قناة السويس

ما يتراوح بين 8 و10% فقط من تجارة العالم تمر من قناة السويس بإيرادات سنوية تبلغ 5.2 مليارات دولار، ترتفع وتنخفض قليلا، وتظل في كل الأحوال حول نفس الرقم، وخلال السنوات الأخيرة تراجعت أسعار البترول لأقل من 50 دولارًا للبرميل، وهو ما دفع عددًا كبيرًا من ملاك السفن لتغيير وجهة سفنهم إلى رأس الرجاء الصالح، خاصة أن تراجع أسعار البترول جعل المرور بالسفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح أقل تكلفة من المرور بقناة السويس لتفادي رسوم العبور.


النفط
وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت أسعار برميل النفط عالميا لتسجل 72 دولارًا للبرميل، وسط توقعات بوصول الأسعار حاجز الـ100 دولار، وهو ما يجعل تكلفة مرور السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح أعلى كثيرا من مرورها عبر أي طريق آخر، وبحساب الفروق في أسعار النفط وتكلفة الرسوم التي تدفعها السفن المارة من قناة السويس نجد أن تكلفة المرور من القناة أقل كثيرا من الطرق الأخرى.

اعتمدت قناة السويس خلال السنوات الثلاث الأخيرة سياسة التخفيضات لجذب أكبر عدد من خطوط الملاحة لمصر، وهو ما كان له أثر إيجابى في الحفاظ على عدد السفن المارة من القناة خلال الشهور الأخيرة، وكان سببًا رئيسيًّا لاستمرار التدفقات النقدية من العملة الصعبة.

60 سفينة
وخلال الشهور القليلة القادمة من المتوقع ارتفاع عدد السفن المارة من قناة السويس من 40 سفينة يوميا إلى متوسط 60 سفينة، على أن تستغل الخطوط الملاحية العالمية عاملين؛ أولهما هو التخفيضات الممنوحة للسفن، والتي تصل لأكثر من 70%، وثانيهما هو ارتفاع أسعار النفط، وهو ما انعكس على تكلفة تشغيل الرحلة، والتي ارتفعت بمعدل يصل لأكثر من الضعف.

وتقوم الخطوط الملاحية بقياس تكلفة الرحلة، وتحديد اتجاه الرحلة بناء على هذه التكلفة، فإذا تساوت تكلفة الحركة من قناة السويس مع تكلفة المرور عبر رأس الرجاء، أو كانت في صالح طريق رأس الرجاء، يتم التوجه على الفور لخط رأس الرجاء الصالح، خاصة أن الخط يسمح بمرور السفن التي تعمل بالوقود النووي، والتي تعد أقل في تكلفة التشغيل وأكبر في الحجم.

ومع ارتفاع ثمن الوقود عالميا ووسط توقعات بتجاوز حاجز الـ100 دولار للبرميل، بدأت خطوط الملاحة في التخطيط لتغيير وجهتها، والتركيز على العبور من قناة السويس لخفض تكاليف الرحلة.

تهديدات أمريكية
في الوقت نفسه، ووسط التهديدات الأمريكية بضرب سوريا، والتطور المتنامي بالمنطقة العربية، تصبح قناة السويس هي الممر الأكثر أمانًا للتجارة العالمية، خاصة مع وجود قوات دولية لتأمين التجارة الخارجية والقادمة إلى خليج عدن، بالإضافة إلى تأمين الملاحة بداية من أوروبا وحتى الخروج من قناة السويس وجنوب الصومال، وهو ما يضمن حركة آمنة للتجارة العالمية في حالة توتر الأجواء بالمنطقة العربية وسوريا، خاصة أن التوقعات تؤكد فرار مجموعات من لصوص البحر للاتجاه إلى مناطق القرن الأفريقى للفوز بأى مكسب من السفن البعيدة عن أعين القوات الدولية، خاصة مع تفرق بعض الجماعات الإرهابية، وهو ما يعزز موقف قناة السويس ويجعله الطريق الأفضل للسفن القادمة من آسيا إلى أوروبا والعكس، ومن المتوقع ارتفاع عدد السفن القادمة عبر قناة السويس بمعدل لا يقل عن 10 إلى 20% خلال الشهور الخمسة القادمة، خاصة أن حركة طريق الحرير القادمة من الصين إلى المملكة العربية السعودية لن تكون آمنة بالشكل الكافي، وبالتالى سيكون الأفضل لحركة التجارة العالمية هو مرور التجارة من قناة السويس لحين تحديد خريطة جديدة لحركة التجارة العالمية خلال الأعوام القادمة.

مؤامرة
من جانبه، قال القبطان محمد أسبتية، عضو الاتحاد الدولى للنقل، إن قناة السويس تعرضت لمؤامرة كبيرة من جانب بعض مشغلى السفن والخطوط الملاحية، وساعدتهم في هذه الخطة انخفاض أسعار البترول، وقامت هذه المافيا بتحويل عدد كبير من السفن للمرور بعيدا عن قناة السويس، ومن خلال رأس الرجاء الصالح.

وأشار إلى أن معظم السفن كانت تمر من هذا الطريق للضغط على مصر حتى عادت أسعار النفط للارتفاع مرة أخرى؛ مما يجعل فاتورة مرور السفن عبر رأس الرجاء الصالح أكبر كثيرا، وتتخطى المليارى دولار في العام الواحد، وهى فاتورة مرتفعة للغاية، ومن المتوقع أن تتراجع هذه الخطوط الملاحية مرة أخرى وتعود لقناة السويس وبكثافة لتوفير هذه المبالغ الكبيرة، في ظل انخفاض حركة التجارة العالمية والذي يؤثر على تشغيل الخطوط الملاحية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية