أزمات في حياة «الأبنودي».. توقع والداه وفاته بسبب جسمه الهزيل.. مادة «الحساب» عقدة طاردته في الدراسة.. عداوة «الشريعي» لمدة 20 عاما.. و«الخال» يعتبر قاتل «
«لا أتصور أنني ممكن أضيع ساعتين عشان أسمع أغنية لأم كلثوم وأفضل أن أقرأ كتابًا!»، بهذه الكلمات عبر الخال عبد الرحمن الأبنودي، عن حبه للقراءة.
وفي ذكرى وفاته نستعرض أبرز الأزمات في حياة الخال.
ميلاده
الأزمة الأولى في حياة الأبنودي بدأت مع ولادته في 11 أبريل 1938، فقد ولد طفلا هزيلا لم يتوقع والده أن يعيش طويلا، ويطلب من والدته أن تدعه يموت في صمت، ولا تتعلق به، وتعتبر أنها لم تنجبه، لكنها لم تستطع قبول فكرة رحيل وليدها فظلت تدعو الله أن ينقذ رضيعها ويحفظه له، وكتب الله له أن يعيش حتى 21 أبريل 2015.
مدرس قاس
وفي مرحلة الطفولة، كان الأبنودي متفوقا في كل المواد الدراسية ما عدا "الحساب" التي كان يكرهها ولا يحب مدرسها، وحكي عنه الكثير في كتاب "الخال" للكاتب محمد توفيق، عن سبب زيادة عداوته لمدرس الحساب الأستاذ توما، الذي اعتاد على معاقبته كلما أخطأ بضربه بسن المسطرة على ظهر يده؛ حيث استوقفه يوما وسأله: "لماذا أنت مصر على أن تعادي الحساب وتعاديني؟ هل لأنك تكرهني؟ الحساب علم سهل، فلماذا تُصر على مقاومته؟".
فجاء رد الأبنودي صادما لأستاذ توما، ليؤكد له أن مادة الحساب تهم فقط أبناء البقالين أو من يريد العمل ككاتب شونة، مشيرا إلى أن الطالب يحب المادة كمحبته لمدرسها، ووصفه أنه مدرس قاسِ يضربه دائما ومن المستحيل أن يحبه، فما كان من توما إلا أنه داوم على طرد الأبنودي من حصته كلما دخل الفصل.
المعتقل
وتعرض الأبنودي للاعتقال في 1966 مع عدد كبير من المثقفين، وأودع في سجن انفرادي في القلعة لمدة 6 شهور حتى أطلق سراحه، استجابة لشرط المفكر الفرنسي جان بول سارتر، فعندما تلقى سارتر دعوة للحضور إلى مصر اشترط أن يتم الإفراج عن سجناء الرأي والفكر، ليعود من جديد لأشعاره وكتبه ومشروعه مع عبد الحليم حافظ.
أبو العلا البشري
الخلاف الأبرز في حياة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي كان مع الموسيقار الراحل عمار الشريعي، بعد تقديمهما تتر مسلسل "أبو العلا البشري" الذي يعد أحد أروع الأعمال الدرامية، نشب الخلاف بينهم بسبب تصريحات متبادلة بين كل منهما ضد الآخر، لتستمر القطيعة على مدار 20 عامًا من الزمان، لكن بدأت العودة مرة أخرى مع مسلسل "الرحايا".
فترة السادات
عاد الأبنودي للمحاكم مرة أخرى في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، فقد استدعته نيابة أمن الدولة لإجراء تحقيق معه، والأغرب أن التحقيق معه لم يتجاوز سؤالا واحدا: «هل أنت صاحب قصائد سوق العصر، المجنون، المد والجزر، والأحزان العادية؟»، ثم استدعى مرة أخرى للتحقيق معه أمام المدعي العام الاشتراكي.
وبعد اغتيال "السادات" كتب الأبنودي قصيدة اعتبر فيها خالد الإسلامبولي -قاتل السادات- بطلًا، وهي القصيدة التي اعترف "الأبنودي" أنه أخطأ عندما كتبها، واعتذر عنها وقتها مؤكدا أنه كان متأثرًا بما فعله معه الرئيس الراحل.