لماذا يجب القضاء على فكر الإخوان في المجتمعات العربية؟.. إفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير.. تأسيس دول مدنية حديثة.. اجتثاث الإرهاب وثقافة الكراهية.. تأمين الشعوب من فكر «قطب والبنا والمودودي»
يستغرب البعض، الحديث عن ضرورة اجتثاث فكر الإخوان من المجتمعات العربية، بعد عقود عدة من محاولات التقويم، وإعادة الجماعة إلى اللحمة الوطنية، والاندماج تحت راية الولاء للوطن، وهو ما فشلت فيه أغلب الدول العربية، ليصبح المطلب الأوحد بتر الإخوان من الجسد العربي، وانتشال المنطقة من براثن هذا الفكر الضال، تمهيدا للانطلاق نحو الحداثة والتقدم.
من يحمل راية إبعاد الإخوان؟
يقود التحالف الأقوى حاليًا في المنطقة، مصر والسعودية والإمارات، مهمة إنهاء تواجد جماعة الإخوان المسلمين، في الساحة السياسية والاجتماعية، خصوصا وأن هذه الدول، هي أكثر من اكتوى بنار الفكر الإخواني، وهي أيضا أكثر من يعلم، أن الإخوان تربة خصبة للتطرف، ومن عباءتها خرجت أخطر القيادات الإرهابية، التي لطخت صورة الإسلام والمسلمين، وألصقت بها تهمة العنف والتطرف.
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن محاصرة الفكر الإخواني في الساحة العربية، سيؤدي بنسبة كبيرة، إلى اجتثاث الإرهاب، وبتر ثقافة الكراهية، التي حولت التطرف إلى وظيفة، وسلاح في يد كل قوة عالمية، تحاول فرض تصوراتها على الدول العربية، وخصوصا صاحبة التاريخ منها، موضحا أن القضاء على الإخوان، سيمنع تنفيذ مخططات معلومة سلفًا، عن الشرق الأوسط الكبير، لتفتيت الدول العربية إلى كيانات، لا حول لها ولا قوة.
تأسيس دول مدنية حديثة
يؤكد ربيع، أن إبعاد الإخوان عن الصورة، سيعيد بناء الدولة المدنية الحديثة، وهي الصورة الجميلة للتطور والرقي، التي اغتصبها الإخوان، ومن هم على شاكلتهم؛ مضيفا: رغم تظاهرهم باحترام الديمقراطية، إلا أنهم ألد أعدائها، فالديمقراطية في عرف جماعة، تشوه الليبرالية وتكفر العلمانية، مجرد بوابة لتأسيس الدولة الدينية والخلافة المزعومة، ولكن كرههم للفكرة، يفضحه شتائمهم اليومية لها وسخريتهم منها، بحسب وصفه.
إنهاء أفكار قطب والبنا والمودودي
سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن أحد أهم أسباب مكافحة الفكر الإخواني، تأمين المجتمع من استمرار أفكار قطب والمودودي، وغيرهما من الأصوليين، الذين رسخوا لمفاهيم نزعت من سياقها، مثل الحاكمية، وجاهلية المجتمعات.
ويضيف: محاصرة الفكر الإخواني، بات ضرورة ملحة لإعادة نفس مسيرة الغرب في التقدم والرقي، وهو الطريق الذي لم يكن ممهدا في وجود النازية والفاشية، اللذين تم القضاء عليهما تمامًا، ومن وقتها والغرب يغرد منفردا في صدارة الرقي والتحضر الإنساني.
تنقية التعليم من أسباب التطرف
ملف التعليم من أهم الأدوات التي سيطرت عليها الإخوان وأنصارها طوال العقود الماضية، بحسب الداعية الإسلامي، محمد دحروج ومن خلاله تمت عمليات التجنيد بحق الأطفال والنشء، فسمموا عقول الطلاب بفكر الكراهية والمؤامرات، التي تحاك ضد الشعوب من الغرب، بما ساهم في حالة الفصام والصدام بين المسلمين والعالم، وأصبح التعايش والاندماج فكرة صعبة، لا يمكن تحقيقها.
الارتقاء بالفكر والثقافة
ويضيف دحروج: من الصعب سؤال الإخوان عن ماهية الأدب والفكر والثقافة، وأثرهما على مسيرة حياتهم، وتشكيل توجهاتهم، في ظل تفسيق كبار عظماء الأدب، واتهامهم بالجهل والتأمر على الدين.
ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن مناقشة المستشرقين، ومواجهة أفكارهم، ورموز مفكري الغرب، لن يكون جائزا في وجود هذه الجماعات المتطرفة، فالغرب برأيهم إما مسيحيون يريدون ضرب الإسلام، أو مستشرقين صهاينة، مردفا: لا يمكن أن تنهض أمة تعليمها مدمر، ولديها هوس بنظرية المؤامرة تجاه الآخر.