أسرة ضحية «السحل» بصفط اللبن تتحدث لـ«فيتو».. والدة زين: عايزة عدل ربنا.. خاله: سحلوه عاريا ودهسوه بتوك توك.. أم مريم: هقول لعيالي أبوكو فين.. وصديق القتيل يروي تفاصيل الليلة الدام
جريمة بشعة دارت أحداثها بشارع التلاجة بمنطقة صفط اللبن التابعة لقسم شرطة بولاق الدكرور، أقدم خلالها 3 أشخاص على سحل وقتل عاطل يدعى زين العابدين علي حسانين 28 سنة، وذلك بعدما استعانوا بعشرات البلطجية من معارفهم، انتقاما منه لوجود خلافات سابقة بينهم منذ سنوات.
"فيتو" انتقلت إلى محل إقامة "ضحية السحل" بشارع محمد حمزة في منطقة الرشاح الكائنة بدائرة قسم بولاق الدكرور، للتعرف من أسرة المجني عليه على أبعاد وأسباب الواقعة التي أرقت مضاجع أهل صفط اللبن، حيث يعود الخلاف الذي أودى بحياة "زين" إلى سنوات مضت.
وجوه تعلوها آثار الصدمة وتكسوها ملامح الحزن والأسى، هكذا كان حال أهالي المنطقة البسيطة فور وصول "محرر فيتو" للشارع الذي تقطن فيه أسرة المجني عليه، "همهمات" سرت بين أغلب أهالي وسيدات الشارع وسط صراخ إحداهن: "ربنا يرحمك يا زين وينتقم من اللي عمل فيك كده".
قطع محمد صادق، صديق زين وشاهد على واقعة مقتله والتمثيل بجثته، الحزن الذي غلف الأجواء، وبدأ في سرد تفاصيل الليلة المشئومة لـ"فيتو" قائلا: «يوم الأربع بليل كنت في البيت وزين قالي تعالى ننزل نقعد شوية على قهوة في شارع التلاجة مع صاحبه محمد فوزي، نزلتله على الساعة 2.30 وركبنا المكنة وروحنا قعدنا معاه وشربنا شاي، وفجأة لقينا ناس داخلين علينا ومعاهم سلاح، وبيقولوا عاوزين زين ومحدش يتدخل، وراح عم البنت اللي عينها اتصفت بالخرطوش زمان معوره بسنجة في رجله، وسحلوه بتوك توك لحد بيتهم وموتوه هناك لحد ما جت الحكومة".
على بعد خطوات وأمام باب عقار منزل الأسرة، جلست "أم آية" خالة "زين" تبكي بحرقة حزنا على "ابن العيلة البار"، غالبت دموعها وصرخت: «ولاد دعبس وعبور هما اللي قتلوا زين».. وتابعت: «دول ساكنين في حارة رابعة في شارع التلاجة.. كيمو وأسامة دعبس مستقويين في صفط اللبن عشان قرايب عضو برلمان.. الرجالة كانوا بيتفرجوا عليه وهو بيموت قدامهم وسايبينه.. "أم قوطة" بياعة الخضار هي الوحيدة اللي حاولت تنجده واترمت عليه عشان تحميه وتستره.. قالولها ابعدي عشان منعملش فيكي زيه.. صاحبه محمد فوزي سلمه ليهم.. ربنا ينتقم منه».
"سيدات وفتيات في صمت وذهول".. كان المشهد المسيطر في مدخل العقار الذي يسكنه أهل "زين"، فجميع أهل المنطقة جاءوا ليشاطروا الأسرة البسيطة أحزانها في وفاة نجلهم المروعة، وداخل المنزل وبخطى متثاقلة على أقدام لم تكد تحملها، استقبلت "أم زين" محرر فيتو رغم مصابها الأليم، وجلست لتحكي في حزن ما حدث يوم تلقيها خبر مقتل نجلها.
«جالي خبر موت زين في التليفون.. قالولي طلع عليه 10 وفضلوا يضربوا فيه بسكاكين وسنج ويسحلوه وقلعوه هدومه وداسوا عليه بالتكاتك»... وتابعت: «إحنا ناس غلابة ملناش في المشكلات.. كل اللي عايزاه عدل ربنا والقصاص.. حرام اللي حصل لابني.. ماشيين بيدبحوا في الناس حسبي الله ونعم الوكيل فيهم».
إحدى قريبات الضحية أوضحت لـ"فيتو" السبب وراء الخلاف القديم الذي مر عليه 4 سنوات وتسبب في مقتل نجلهم، شارحة: «مرات أخو زين كان ليها عيال من جوزها الأولاني، واحد من اللي قتلوا ابننا (زين) اعتدى على عيل من عيال مرات أخوه وقطعله أوتار في إيده.. استنجد بزين وراح اتخانق معاهم وواحدة من بناتهم جه فيها خرطوش في عينها وبعد كده الموضوع اتقفل.. البنت دي ماتت قريب وأبوها جيه بعد 4 سنين عايز ينتقم من زين اللي مكنش يقصد يعميها.. خدوا ابننا على خوانة».
«رجعوه كيوم ولدته أمه».. جملة قالها الشيخ سيد خال زين العابدين لـ"فيتو"، معربا عن حزنه على ما آل إليه حال البلد بعد تفشي ظاهرة البلطجة – على حد وصفه – مطالبا جهات الدولة بالتدخل والضرب بيد من حديد على أيدي المجرمين ومروعي المواطنين الآمنين في بيوتهم.
واستطرد الشيخ سيد مستكملا حديثه: «مينفعش في عهد الرئيس السيسي في دولة الأمن والأمان يبقى فيه بلطجة بالشكل ده، إنهم ياخدوا ابننا ويسحلوه ويقطعوا فيه ويمثلوا بجثته بالصورة البشعة دي، لازم يبقى فيه محاسبة عشان المشهد ده ميتكررش.. اللي حصل فاق كل الحدود.. وحق ابننا لازم يرجع».
الشيخ سيد أضاف أن "زين" كان يعد العدة لـ"سبوع" رضيعه "الخطيب" الذي لم يكمل شهره الأول، وأرسل إلى أهل بلده في المنصورة وجاءوا لبيت الأسرة في منطقة الرشاح بصفط اللبن للاحتفال بمولد ابنه، إلا أن القدر لم يمهله وأبدله مصيرا مختلفا تماما.
وختم خال الضحية قائلا: «كان رايح يتفق على دبيحة عشان سبوع ابنه.. بقى هو الدبيحة.. منهم لله ولاد دعبس».
وسط السيدات اللاتي آتين لتقديم واجب العزاء في "فقيد الغدر"، كانت تجلس هادئة مستكينة.. الصدمة ترتسم على معالم وجهها.. تحمل رضيعها بين ذراعيها.. نظرات شاردة تحكي تساؤلات عما يخبئه المجهول.. من لا يعرفها يكاد يختلط عليه الأمر ويظنها إحدى المعزيات.. تلك هي "أم مريم" الزوجة المكلومة.
كلمات قلائل قالتها زوجة "زين" لـ"فيتو"، كشفت عن حجم المعاناة التي تمر بها منذ استقبالها نبأ وفاة "شريك عمرها" ووالد طفليها.. «أول ما عرفت اللي حصل أغمى عليا.. كنا عايزين نعمل سبوع للخطيب ابننا اللي مكملش شهر ونفرح بيه.. أقوله إيه لما يكبر دلوقتي هو وأخته مريم.. أعمل إيه من بعد زين.. حسبي الله ونعم الوكيل».
كانت الواقعة قد بدأت عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور، إشارة من شرطة النجدة، تفيد بحدوث مشاجرة ومصاب بدائرة القسم بين "زين.أ.ع"، عاطل، ومصاب بجرح نافذ أسفل البطن وجروح طعنية وقطعية بأماكن متفرقة وتم نقله للمستشفى وتوفي بعد ذلك، والطرف الثانى "صابر.م.ع" سائق، بحوزته بندقية خرطوش و12 طلقة، ونجل شقيقته "عز.أ" بحوزته فرد خرطوش، ونجل شقيقة الثانى "صلاح أ" حلاق، بحوزته سلاحا أبيض "مطواة".
على الفور تمكن رجال مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من ضبطهم، وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة.
وبمواجهتهم اعترفوا بالتعدي على المجني عليه محدثين ما به من إصابات وتجريده من ملابسه انتقاما منه لسابقة قيامه بإطلاق عيار ناري من فرد خرطوش كان بحوزته ابتهاجا بحفل عرس محدثا إصابة نجل وكريمة الثاني رش خرطوش التي أودت بحياة كريمته بعد نحو عام من الإصابة.
تحرر المحضر اللازم، وبعرضه على اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بإحالته والمتهمين للنيابة لمباشرة التحقيق.
على الفور تمكن رجال مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من ضبطهم، وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة.
وبمواجهتهم اعترفوا بالتعدي على المجني عليه محدثين ما به من إصابات وتجريده من ملابسه انتقاما منه لسابقة قيامه بإطلاق عيار ناري من فرد خرطوش كان بحوزته ابتهاجا بحفل عرس محدثا إصابة نجل وكريمة الثاني رش خرطوش التي أودت بحياة كريمته بعد نحو عام من الإصابة.
تحرر المحضر اللازم، وبعرضه على اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بإحالته والمتهمين للنيابة لمباشرة التحقيق.