رئيس التحرير
عصام كامل

«اللعب في الممنوع».. هل لجأ شفيق جبر للاستقواء بأعضاء في الكونجرس ضد مصر؟.. كان جزءا من المشهد السياسي في عهد مبارك بانضمامه إلى لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل

 رجل الأعمال شفيق
رجل الأعمال شفيق جبر

شفيق جبر أحد أغنى أغنياء العرب، واحد من رجال الأعمال الذين لا يستطيع أحد أن يحدد على وجه الدقة نشاطه الذي حقق منه هذه الثروة الضخمة رغم هذا الضجيج الذي ما يصاحبه عادة سواء بحصوله على وكالة أو اختياره كاستشارى لمشروع، ثم عادة ما يكون الخروج السريع مصحوبًا بنفس الجلبة غير المبررة من قضايا ولجوء إلى المحاكم وغيره من الأمور التي تصنع حوله هالة.


على أن رجل الأعمال شفيق جبر ينطبق عليه المدلول السينمائى للفكرة السائدة حول رجال الأعمال، حيث لا يوجد مشروع حقيقي يمكن أن نعزى به ثروته، فالثابت من الأوراق أن لديه مجموعة أرتوك جروب وقد اشتهر عنه أنه وكيل لسيارات سوبارو التي غادرته إلى رجل أعمال آخر، ثم استقرت معه شركة سكودا التشيكية التي سرعان ما قرر أصحابها اللجوء إلى مجموعات أخرى ورجال أعمال آخرين أكثر قدرة على تقديم سكودا بالشكل الذي يليق بها كمنتج كاد أن يفقد سوقه؛ بسبب فقدان جبر لأبجديات خدمات ما بعد البيع، إذ يكفى لكى تعرف حجم المعاناة التي عاناها المستهلك مع جبر أن تضع اسم سكودا على محرك البحث “جوجل” فتكون النتيجة سيلا من الشكاوى الأمر الذي حدا بالشركة الأم محاولة إنقاذ سمعتها باللجوء إلى آخرين.

لم يخرج شفيق جبر بهدود وهو المعتاد على تفخيخ الأوضاع، فلجأ إلى المحكمة الاقتصادية بالقاهرة التي حكمت في السادس من فبراير الماضى بعدم اختصاصها وإحالتها إلى دائرة تجارية.

في مرحلة خروج سكودا من دوامة جبر إلى مساحة أكثر اتساعًا مع رجل الأعمال كريم النجار، كانت صفحات الصحف واحدة من أدوات شفيق جبر رغم لجوئه إلى القضاء، حيث أراد استخدام الميديا ليوحى للمستهلكين أنه وحده الوكيل الحصرى لسكودا وهو الأمر المتناقض للواقع.

أنشطة شفيق جبر تتراوح بين مسافات متباعدة ومتناقضة، فهو إن صحت التسمية يمكن إطلاق الرجل الكشكول عليه بعيدًا عن فكرة صاحب البيزنس الغامض التي شهر بها بين العامة والخاصة فهو يتمدد بين العقارات والاستشارات وسمسرة التمويل والتوكيلات التجارية والاستيراد والتصدير.

دخول شفيق جبر لأى شراكة يبدأ بـ”بروباجندا” كبيرة وعادة ما يكون الخروج غير آمن لشركائه، حيث استطاع الرجل أن يكون جزءًا من المشهد السياسي أواخر أيام مبارك، عندما استيقظ الناس من سباتهم ليجدوا “جبر” عضوًا فاعلًا بلجنة السياسات التي كانت أحد أهم أهدافها تقديم جمال مبارك كمشروع سياسي مستقبلى ومن أهم مفاجآت هذه المرحلة دخوله المفاجئ في شراكة مع إعمار ثم الخروج بعد حصوله على أكثر من ١٤١ مليون دولار مقابل تنازله عن حصته بالشركة!!

في هذه الأثناء أصبح جبر معادلة مهمة في نشاط جديد يعتمد على فكرة “المخلصاتي”، فكانت إعمار واحدة من ثمار هذا النشاط، حيث كان جبر يتمتع بعلاقات مع السلطة ممثلة في وزير الاستثمار محمود محيى الدين وغيره من الجيل الجديد المصاحب لجمال مبارك.

ويمكن القول إن شفيق جبر في تمدد علاقاته بالداخل والخارج يتمدد ويتمدد.. يتوغل ويتوغل؛ ليصبح شخصية مهمة متواصلة بعلاقات غريبة مع شخصيات خارج حدود الوطن الأمر الذي دعا البعض إلى القول إن شفيق جبر لم يستسلم لحكم القاهرة الاقتصادية، ولجأ إلى أعضاء بالكونجرس الأمريكى استقواء على بلاده بعناصر أجنبية من مؤسسة لا يخفى على أحد دورها في الضغط على صانع القرار المصري!!

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية