رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان تفرض كلمتها على «إعلام إسطنبول» بعد أزمة الشرق.. تحركات لتشكيل رابطة إعلامية تحكم قبضتها على الجميع.. حمزة زوبع قائد الكيان الإعلامي الجديد.. وإجبار القنوات على الانصياع لأوامر الجما

فيتو

يبدو أن أزمة قناة الشرق، أصبحت كالقشة التي قصمت ظهر الإخوان، بعدما أظهرت كيف تدار الأمور داخل الكيانات التي تخضع لإدارتهم، وحالة الاستغلال والاستعباد للعاملين لديهم، الأمر الذي تسبب لهم في فضيحة كبرى، وتجريس في جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية، مما أجبر الجماعة على البحث عن طريقة تستطيع من خلالها السيطرة على الأمور، واختيار من يعملون في إعلامها، الذي ينطلق أغلبه من إسطنبول.


رابطة الإعلاميين المصريين

مصادر «فيتو» من داخل الإخوان، أكدت سعي الإخوان لتفعيل ما يسمى برابطة الإعلاميين المصريين في الخارج، لتصبح كيانا يضع رقابة وفق القانون على جميع العاملين بالإعلام، ومن خلالها فقط يتم منح التصاريح الموسمية، لأشخاص يتم إخضاعهم لاختبارات قاسية، أهمها أن لا ينتمون للفكر الثوري، وأن لا يكون لهم سجل في الأزمات بمؤسساتهم السابقة، حتى لو كانت بمصر، وقبل اللجوء لمعسكر الإخوان بتركيا.

الجماعة التي عانت كثيرا من أزمات العاملين في قنواتها بداية من «مصر الآن»، وانتهاء بالشرق، تعتبر مشروع الرابطة، الحل الأوحد للخروج من دوامة الأزمات، ولذا أوكلت القضية إلى حمزة زوبع، القيادي بالجماعة، والمقرب من جميع أطراف صنع القرار في المؤسسات الإعلامية بإسطنبول، بجانب علاقاته الواسعة مع حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بما يمكنه تجاوز عراقيل التأسيس، للعمل وفق القانون التركي، بما يعني أن الرابطة حال إشهارها، سيكون لها قوة القانون على الجميع، بحماية خاصة من الدولة التركية.

حمزة زوبع فرس الرهان

كما يتمتع «زوبع» بسجل كبير في حل الأزمات، التي نشأت طوال السنوات الماضية، بين بعض العاملين في قنوات الإخوان، والإدارات المتعاقبة، وفي أحيان كثيرة كان يدفع من جيبه، بمعزل عن الجماعة، لإنهاء المشكلات سريعا، قبل خروجها للإعلام، وهو الأمر الذي يراه «إعلام إسطنبول» سلوكا يميز زوبع، ويجعله الأجدر للتوسط بين أطراف النزاع، وإيجاد حلول توافقية، حال ظهور أي نزاع لاحقا.

يرى منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الرابطة الجديدة، المزمع تشكيلها من الإخوان، تهدف إلى السيطرة على سوق الإعلام، وضبطه حسب أفكار ونهج الجماعة، وإبعاد أي شخص لا يستطيع الالتزام بذلك، عن مربع الإعلام تماما، والاستعانة به في مواقع أخرى.

ويؤكد «عمران»، إن فكر الإخوان المحافظ، يمنعها من اتباع الثورية في التصرفات، وهو الأمر الذي يميز معارضي أيمن نور، موضحا أن الإخوان، تبحث دائما عمن يجنبها المشكلات والأزمات، خصوصا مع الخوف المتزايد من تغير سياسات الدولة التركية، إذا ما ترك أردوغان السلطة، وتولاها إسلامي غيره، قد يكون أقل تشددا من أردوغان، ومثل هذه التصرفات من إعلام الجماعة، قد تتخذ ذريعة، لإبعادهم من تركيا للأبد، واستخدامهم ورقة لإصلاح العلاقات مع مصر، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية