ما بعد الانتخابات الرئاسية (٢)
لا خلاف على أننا في هذه المرحلة في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في حالة التعليم في مصر، حتى نستطيع اللحاق بالدول المتقدمة.. للأسف، هذه المشكلة مثارة منذ فترة طويلة، من حيث المناهج والبرامج والخطط والوسائل والأهداف.. إلخ، لكن الملاحظ أنه لم تتخذ أي خطوات جادة نحو التطوير، وكأننا نقف في أماكننا لا نَبرحها، الأمر الذي أصبح يمثل بالنسبة لنا تحديًا يجب أن نواجهه بعزم وإصرار..
ماذا نريد من وراء التعليم؟
أتصور أن هناك مجموعة من الأهداف يجب أن نسعى إلى تحقيقها؛ منها على سبيل المثال:
١) الإيمان أن العلم هو سبيل النهوض والتقدم والرقي في مختلف مجالات حياتنا، وقد حض المولى تعالى على ذلك فقال: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، وقال: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".
٢) تطوير كل مناهج التعليم، بحيث نقف على كل جديد فيها.. ومن نافلة القول أن نذكر في هذا الصدد أن هناك دولا سبقتنا وأحرزت تقدما في كل مجالات العلوم، وهذا يتطلب بذل كل الجهد في التواصل معها ومعرفة ما آل إليه الأمر عندها، ونقل ما يتناسب ويتلائم مع ظروفنا.
٣) إن المدارس والجامعات هي محاريب للعلم، ويجب أن تنال حظها ونصيبها من التوقير والاحترام والاهتمام من كل مؤسسات الدولة، لتوفير جميع الإمكانيات المادية والمعنوية، من حيث الأبنية والمعامل والمختبرات والأجهزة التقنية الحديثة، حتى تستطيع أن تؤدي دورها على الوجه المأمول.
٤) أن نتوقف عن عمليات الحشو التي نملا بها عقول التلاميذ في المدارس والطلبة في الجامعات، وأن يكون الفهم والاستيعاب والوعي والإدراك هو الأساس، حتى يخرج إلى الحياة العملية جيل جديد، يفيد نفسه ومجتمعه.
٥) يجب أن نعلم أولادنا كيفية الحوار المثمر والبناء، صحيح أن هناك أمورًا تمثل ثوابت ليس هناك أي اختلاف حولها، لكنَّ هناك أمورًا أخرى كثيرة تعتبر متغيرات، وهذه يمكن الاختلاف وتبادل أوجه النظر فيها، مع اعتبار أن أدب الاختلاف وما يتطلبه من احترام الرأي والرأي الآخر من الأسس الواجبة.
٦) عمل دورات تأهيلية وتدريبية - كل فترة - للمدرسين في كل مراحل التعليم المختلفة، حتى يكونوا جسورًا جيدة بين المناهج من ناحية والتلاميذ من ناحية أخرى.. يساعد في ذلك - دون شك - تقديم القدوة والمثل والنماذج المضيئة لتعزيز وتنمية القدرة لدى التلاميذ، وأخيرًا.
٧) ضرورة وجود متابعة لصيقة ودقيقة، مركزيا ولا مركزيا، لكل ما يجري داخل المدارس، حتى يكون الأداء على النحو المرجو.