هل نفد صبر مصر مع إثيوبيا والسودان؟!
يجب أن يتوقف الجميع مع التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المصري سامح شكري تعليقًا على عدم استجابة كل من السودان وإثيوبيا للدعوة المصرية لجولة مفاوضات جديدة بالقاهرة حول سد النهضة وتداعياته.. فهي تتضمن تنبيها لكل من السودان وإثيوبيا بأن صبر مصر وحرصها على الحفاظ بعلاقات طيبة معهما لا تعني أن أيًا منهما سوف يفرض شيئًا علينا يضر بمصالحنا وعلى غير إرادتنا.. وأن مصر سوف تدافع عن حقها بوسائل عديدة، وليس فقط بالمفاوضات معهما فقط التي لا تسير في اتجاه التوصل إلى توافق يلبي مصالح الجميع.
فهذه التصريحات تعني بوضوح أن مصر لن تفرط في حقوقها في مياه النيل، وستدافع عن هذه الحقوق بوسائل عديدة، والأهم لن تقبل أن يفرض عليها أحد شيئًا ينتقص من هذه الحقوق.. كما تعني هذه التصريحات أيضا أن مصر ترفض لعبة كسب واستهلاك الوقت التي تُمارس الآن في مفاوضات سد النهضة، حتى بعد أن اتسعت هذه المفاوضات لتشمل مع الجانب الفني الجانب السياسي..
ورغم توجيه القادة الثلاثة في مصر والسودان وإثيوبيا بضرورة التوصل إلى توافق في غضون شهر واحد.. وإذا لم يحدث ذلك فهذا معناه أن مصر سوف تستخدم كل ما لديها من وسائل للدفاع عن مصالحها وحقوقها في مياه النيل التي لا تمثل لها مصدرًا للنماء والتنمية مثل إثيوبيا، وإنما مصدر للحياة.