بعد الضربة الثلاثية.. 5 دلائل لاقتراب المواجهة بين إسرائيل وإيران
توترات عدة شهدتها الساحة السورية خلال الأيام الماضية خاصة بعد الضرب الأمريكية - فجر السبت الماضي- التي استهدفت منشآت عسكرية سورية، التي أعقبتها غارات على بعض المناطق العسكرية التابعة لإيران.
وأشارت تقارير عالمية أن الغارات جاءت بقيادة سلاح الجو الإسرائيلي لتفتح العديد من الاستنتاجات حول تحول الساحة السورية لحرب بين إسرائيل وإيران.
وبعد الغارة الإسرائيلية على مطار "تيفور" العسكري السوري، ظهر في وسائل الإعلام العالمية والعربية العديد من التفسيرات والتحليلات لما حدث، ومن أهم النقاط البعد الإقليمي المحتمل للحادث.
مواجهة مباشرة
واعتبر الصحفي والكاتب الأمريكي" توماس فريدمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن التطورات الأخيرة تدل على بدء مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.
هجوم ضد إسرائيل
وحسب رأي المراقب، فإن الجولة الأولى من هذه المواجهة كانت في فبراير الماضي، حين أعلنت إسرائيل إسقاط طائرة مسيرة إيرانية دخلت أجواءها، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانليس بهذا الصدد إن الطائرة انطلقت من مطار "تيفور" السوري في محافظة حمص، وكانت موجهة لتنفيذ هجوم على إسرائيل، وليست في مهمة استطلاعية.
وتعليقا على الموضوع، قال مصدر عسكري إسرائيلي: "لأول مرة رأينا قيام إيران بشيء ضد إسرائيل ليس من خلال عملائها"، مضيفا أن "هذا يفتح مرحلة جديدة".
وبشأن الغارة الإسرائيلية على مطار "تيفور" فجر 9 أبريل الجاري، قال المصدر: "كانت هذه المرة الأولى عندما قمنا بهجوم حي على أهداف إيرانية، سواء المنشآت أو الأفراد".
وتأكيدا على بدء المواجهة المباشرة أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية مقتل 7 عسكريين إيرانيين بنتيجة الغارة على مطار "تيفور"، التي لا تزال إسرائيل تلتزم الصمت عنها رسميا، حيث لم تنف أو تؤكد تنفيذها الغارة.
ويأتي ذلك على خلفية تحذيرات مسؤولين إسرائيليين من أن بلادهم لن تتسامح مع الوجود الإيراني في سوريا، الذي يهدد أمن إسرائيل، حسب قولهم.
استهداف المطارات
ووجد مقاتلو سلاح الجو الإيرانيون في خمسة مطارات سورية، تصلها طائرات شحن إيرانية روسية الصنع من نوع "اليوشن 76" محملة بصواريخ، عادة لحزب الله، وبطائرات دون طيار لاستخدام مباشر من قبل "فيلق القدس" يزيد من فرصة المواجهة بين طهران وتل أبيب باستهداف المطارات، حيث إن هذه المطارات التي يشرف عليها الجنرال حاجي زاده هي: مطار التيفور بين تدمر وحمص، ومطار حلب، ومطار دير الزور، ومطار دمشق الدولي، ومطار الصقال العسكري جنوب دمشق.
منظومة الرادارات
المنظومة الثانية التي قد تستهدفها إسرائيل، هي منظومة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، بما فيها صواريخ "الفاتح 110" و"فجر 5" والصواريخ الباليستية من طراز "شهاب" التي يصل مداها لأكثر من 1300 كيلو متر، التي يمكن بالتالي أن تصل لإسرائيل إذا جرى إطلاقها من إيران.
كما يشمل الهدف الثاني للضربات الإسرائيلية المحتملة، منظومات رادار إيرانية، ومعامل لتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة.
تكرار الخطأ
وتؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أنها لن تكرر في سوريا ما تصفه بـ"الخطأ الذي ارتُكب في لبنان"، بالسماح لإيران بخلق ترسانة صاروخية ضخمة لحزب الله تضم أكثر من 120 ألف صاروخ، لكن الهاجس الذي يؤرق إسرائيل هو في اتجاهين، الأول يتمثل في إخفاق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إقناع ترامب بعدم الانسحاب من سوريا خلال نصف عام، مما يمكن أن يقود إلى خطر إستراتيجي لإسرائيل يتمثل بتدشين خط الإمداد والتمدد البرى من إيران حتى البحر المتوسط، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، ما يعني إمكان نقل عشرات إلى مئات آلاف المقاتلين برا في أي حرب مقبلة.
الاتجاه الثاني للقلق الإسرائيلي هو جنوبا، أي جنوب سوريا، والخشية من أن امتناع الضربة الثلاثية عن المس بالتموضع الإيراني أو أهداف تقليدية لجيش النظام السورى وحزب الله، ستمكن هؤلاء من فتح جبهة الجنوب من درعا حتى القنيطرة، أي خلق تماس مباشر مع الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، في جبهة موحدة أصبحت تمتد من الناقورة اللبنانية إلى الحمة السورية.