نص اعتراف «إخوان سوريا» بقوة الأسد وعمالة المعارضة لأجهزة المخابرات الدولية.. فرض سيطرته على «الجغرافيا السورية».. يتمتع بشرعية دولية ويمثل بلاده في المحفل العالمي.. ومعارضيه لا يع
ليست مفاجأة، بل كانت وثيقة ينقصها التوقيع في الوقت والمكان المناسبين؛ هكذا سلمت جماعة الإخوان في سوريا، بقوة بشار الأسد، وسيطرته على الأوضاع، في مقابل تشرذم وخيانة المعارضة، التي تعاملت مع النكبة السورية، من منطق المصلحة وحدها، فأوقعتها مطامعها في أسر مخططات مخابراتية دولية، لتفكيك البلاد، وإحالتها إلى مجرد ذكرى عابرة في سجلات التاريخ.
هجوم على المعارضة
هاجمت الإخوان، المعارضة بجناحيها السياسي والمسلح، على لسان المفكر الإسلامي، والمقرب من الإخوان بشير موسى نافع، وفي مقال بثه الموقع الرسمي لإخوان سوريا، وحمل المعارضة نتيجة ما يحدث في الشارع السوري، وتقدم الرئيس بشار الأسد يومًا بعد الأخر، وفرض سيطرته من جديد على كامل الأرض السورية.
وكشفت الجماعة، عن خضوع بعض أطياف المعارضة، لجهات مخابراتية دولية، وتحولها إلى منصات متعددة، تابعة لهذه الدولة أو تلك، بعد نحو سبع سنوات، لم تستطع فيها تقديم قيادة كارزمية، يلتف حولها الشعب، أو تقنع العالم بجدية تمثيلها للثورة والشعب، إلى جانب الافتراق والتضارب بين جناحي الثورة السياسي والعسكري، مردفة: عانت الثورة السورية من وجود عشرات التنظيمات العسكرية، مختلفة الأحجام، التي لم تنشغل بالمواجهة مع النظام وحلفائه، وحسب، بل وفي الصراع فيما بينها.
وترى الإخوان، أن المعارضة لم تكن في أي لحظات الثورة مؤهلة لقيادة الشعب، أو مواجهة التحديات التي فرضها تحول سوريا إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، الأمر الذي أدى إلى تحول موازين القوى لصالح نظام الأسد.
الشرعية الدولية
بجانب الاعترافات الليلية للجماعة، عن قوة الأسد، وسيطرته على الأوضاع في البلاد، قدمت الإخوان اعترافا جديدا بالشرعية الدولية للرئيس السوري، بالرغم من الدمار الهائل بالبلاد، ومئات الألوف من الضحايا وملايين اللاجئين، خصوصا أنه لا يزال الممثل الرسمي والشرعي في الساحة الدولية.
وقالت إن الأسد يدير شئون ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية، ويحقق بدعم كبير من حلفائه الروس والإيرانيين، تقدمًا مطردًا في حربه ضد قوى الثورة السورية المسلحة؛ وهو ماض في بسط سيطرته على المزيد من الجغرافيا السورية.
مركب المعارضة الغارق
منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن اعتراف إخوان سوريا، بقوة نظام بشار الأسد، في نفس الوقت الذي تحمل فيه المعارضة المعارضة السورية، الفشل في السيطرة على الوضع السياسي في سوريا، يؤكد نهج الإخوان الذي يتعامل مع الأنظمة، من منظور أين تكمن مصلحة الجماعة وليس الوطن.
وأوضح، أن الإخوان يكيلون دائما بمكيالين، في جميع مواقفهم السياسية بالبلدان العربية؛ فهم يجيدون العمل بازدواجية المعايير، التي تتعامل بها دول الغرب وأمريكا مع دول المنطقة، مردفا: عندما تبين لهم أن المعارضة السورية ضعيفة، وغير قادرة على إدارة دفة القوى في سوريا، وتمكن بشار بمساعدة روسيا وإيران ومعهما حزب الله من السيطرة الميدانية على معظم الأراضي السورية، باعوا المعارضة السورية بقسميها السياسي والعسكري.
ويؤكد عمران، أن الإخوان يغازلون النظام السوري، لإيجاد مكان لهم في المشهد السياسي، ولتذهب المعارضة إلى الجحيم؛ فهذا برأيه هو شعار الإخوان، الذين دائما ما يتخلون عن مؤيديهم، عند أول محطة في الوصول إلى مصلحة جماعتهم.