أسيوط بلدي
ربما لا يعرف الكثيرون أن محافظة أسيوط كانت عقبة كئود أمام جنود الاحتلال الفرنسي، عندما حاولوا الدخول إليها، فقد تصدى أبناء قرية بني عدي للغازي الفرنسي، واضطروه إلى إحراق القرية للاستيلاء عليها، بعدما استبسلوا في الدفاع عنها قبل أكثر من 200 عام.
وربما لا يعرفون أيضا أن أسيوط تتميز بموقع متوسط بين مختلف المحافظات، وكونها مركزًا رئيسيًا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية وبداية درب الأربعين الذي يصل إلى السودان، وقد نقل العرب اسم المدينة الفرعوني المشتق من الكلمة الفرعونية "سيوت" أي الحارس، ونَطقوه سيوط، ثم أضافوا همزة القطع فصارت أسيوط.
تضم أسيوط تراثًا حضاريًا من مختلف العصور سواء العصر الفرعوني أو الروماني أو القبطي أو الإسلامي، وتحتضن أول جامعة إقليمية (جامعة أسيوط)، وفرع للأزهر بكِلياته العلمية والدينية المختلفة، وبها العديد من مناطق الجذب السياحي، حيث تزخر بالعديد من المناطق الأثرية، حيث يوجد بها آثار دير تاسا، وآثار قرية الهمامية بالبداري.
كما يوجد بها العديد من الأديرة والمزارات الدينية المسيحية منها دير المحرق بالقوصية، ودِير العذراء بجبل أسيوط الغربي، ودير الأنبا مقار (الأنبا مكاريوس الكبير) الأثري بمدينة أبو تيج، كما تمتلك العديد من الآثار الإسلامية منها منطقة الوكايل بمدينة أسيوط، والمعهد الديني "معهد فؤاد الأول"، ومسجد جلال الدين السيوطي بمدينة أسيوط ومسجد أبو العيون بدشلوط - ديروط ومسجد العوامر من عهد عمرو بن العاص بديروط الشريف ومسجد السلطان الفرغل بأبو تيج.
كما تمتلك المحافظة ثاني أقدم حديقة حيوان على مستوى الجمهورية ألا وهي حديقة ناصر، ورغم كل هذه الآثار التي تزخر بها فإنها تفتقد توجيه الوفود السياحية إليها، وتعاني قلة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية إليها، بل يتم الترويج إلى أن مناخها ووقوعها بين الجبلين الشرقي والغربي هو أحد العوامل في تطرف أبنائها، وهو الأمر الذي تأباه كتب التاريخ التي سجلت لأسيوط العديد من العظماء بين أبنائها، لعل أشهرهم على الإطلاق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى الزعيم الشعبي عمر مكرم، والعديد والعديد من الشخصيات التي كانت ولا تزال منارات في مختلف العلوم.