رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل في انتظار الضربة الإيرانية في يوم عيدها (تقرير)

فيتو

لا تزال تداعيات الضربة العسكرية المنسوبة لدولة الاحتلال على قاعدة التيفور السورية تحدث ضجة كبيرة داخل الكيان الصهيوني وسط مخاوف من رد فعل إيراني قوي لأن الضربة استهدفت بالأساس إيران وأودت بحياة عدد من الإيرانيين.


وقالت مصادر استخبارية صهيونية، إن هناك مخاوف كبيرة من قيام إيران بضربة جوية استعراضية ضد دولة الاحتلال خلال الاحتفال بمراسم ما يسمى عيد يوم الاستقلال السبعين المقرر الاحتفال به بعد عدة أيام.

تأهب أمني
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش رفع مستوى التأهب الأمني خلال الساعات الأخيرة الماضية خوفا من الرد الإيراني، في ظل المعلومات الاستخبارية التي تشير إلى وجود تحركات غريبة لبطاريات مضادات الطيران الإيرانية.

كما تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن حزب الله لن يشارك في هذا الهجوم، خوفا من الرد الإسرائيلي بحرب ضد لبنان، إلا أن المخاوف تبقى من تدحرج وتوسع الأمور وخروجها عن السيطرة لدى جميع الأطراف في المنطقة.

هجوم شكلي
ومن جانبه، قال مصدر رفيع في جهاز الموساد الإسرائيلي بأن أهداف الهجوم الأمريكي الذي شنته على سوريا قبل أيام لم تتحقق، حيث إنها لم تضر بالمنشآت الكيماوية السورية، كما أن الهجمات لن تردع الأسد على العودة لاستخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.

وأكد المصدر ـ ووفقا لموقع يديعوت ـ أن ترامب قد قرر شن الهجوم على سوريا فقط لمجرد الإظهار بأنه قد رد على استخدام الأسد للكيماوي، وليس بهدف تحييد هذه القدرات الكيماوية.

ووفقا لتقديرات مصادر رسمية أخرى في المنظومة الأمنية الإسرائيلية فإن الأسد قد نجح في الاحتفاظ بـ10% من مخزون السلاح الكيماوي، بعد التوقيع على اتفاق نزع السلاح الكيماوي السوري عام 2013.

ويقول مسئولون أمنيون إسرائيلية لموقع "واينت" الإسرائيلي إن الضرر كان جزئيا فقط لمخزونات الأسلحة الكيميائية والقدرات على إطلاقها، مضيفين "أن الأسد لا يرتدع من استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد". لذا تعتبر دولة الاحتلال عدم جدوى الضربة الأمريكية على سوريا خطوة من شأنها تقوية شوكة إيران وتجرأها على الرد على دولة الاحتلال ردًا على استهداف قاعدة التيفور.

مزاعم
وزعم ضباط استخبارات إسرائيليون في جهاز الموساد، للجريدة أن "الأسد تمكن من الاحتفاظ بنحو 5-10 بالمائة من مخزونات ومستودعات الأسلحة الكيميائية التابعة له في سوريا" حتى بعد الانضمام لمعاهدة روما لحظر الأسلحة الكيميائية، في سبتمبر 2013.

وتشير الضباط إلى أن القوات السورية تسعى جاهدة لإخفاء ما تبقى من الأسلحة الكيميائية بحوزتها عن عيون المجتمع الدولي. وسبق أن أكدت تقارير إسرائيلية أخرى أن دولة الاحتلال ليست لديها أدلة دامغة حول وجود كيماوي في سوريا ولكنها تستغلها لإشعال الأوضاع في سوريا ولإتاحة فرصة التدخل الأجنبي فيها.

وكشفت صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية تفاصيل جديدة حول الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مطار التيفور العسكري في ريف حمص وسط سوريا في الـ9 من أبريل الجاري.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أن الضربة الإسرائيلية جاءت بعد حديث لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب الصحيفة فإن الضربة استهدفت أحدث أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية التي كانت موجودة في المطار العسكري السوري المذكور.

وأضافت أن بنيامين نتنياهو بعد حديثه مع ترامب أمر بضرب أحدث بطارية تابعة للدفاعات الإيرانية لمنعها من استهداف الطائرات الإسرائيلية. وأن الضربات حققت أهدافها ودمرت بطارية الدفاع الجوي الإيرانية التي تم نشرها مؤخرا وقبل أن يتم تجهيزها للاستخدام، فضلا عن تدمير مربض للطائرات الإيرانية المسيرة الموجودة في التيفور.

تعاون أمريكي إسرائيلي
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع إسرائيل للحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وأن مسئولين في البنتاجون أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي المواجهة المباشرة مع القوات الإيرانية إلى ضرب الأخيرة القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا.
الجريدة الرسمية