«الإسلاموية والسعي إلى الحداثات البديلة».. أحدث إصدارات القومي للترجمة
صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب "الإسلاموية والسعي إلى الحداثات البديلة" من تأليف بهروز غماري تبريزي وترجمة أحمد محمود.
الكتاب هو رسالة الدكتواره التي تقدم بها المؤلف بهروز غماري تبريزي، لجامعة كاليفورنيا، ويعمل الآن أستاذ علم الاجتماع والتاريخ المشارك بمركز دراسات آسيا والشرق الأوسط ومركز الدراسات الأفريقية بالولايات المتحدة.
بحسب المؤلف، فإنها بتفنيد الصورة الشائعة لمعاداة الإسلامويين للغرب باعتبارها "حربا ضد الحداثة"، توضح هذه الرسالة أن التحديث ومحاكاة الغرب عمليتان اجتماعيتان اقتصاديتان وسياستان مميزتان، وسؤالها الأساسي هو ما إذا كان بالإمكان اعتبار الإسلاموية حركة اجتماعية سياسية لبناء نمط أوروبي على نحو مميز للحداثة يمكن إدراك تجليه المحدد بشكل مختلف في المواضع الثقافية المختلفة، وتجمع الرسالة بين ثلاثة مناهج بحث مختلفة: التحليل التاريخي الثقافي، والمقابلات والبحث الأرشيفي، والتحليل الخطابي لخطابين مسلمين ناشئين للحداثة: مشروع الأسلمة الخاص بالطبقة المثقفة المسلمة المرتبط بالمعهد الدولي للفكر الإسلامي، والإسلام المعارض لعبد الكريم سروش- الذي يعد من أكثر الباحثين الإسلاميين إثارة للجدل والخلافات- في إيران ما بعد الخميني.
وبينما كانت مقولة الحركات السابقة هي قدرة الإسلام على التكيف مع الحداثة، فإن الإسلاموية الجديدة تشمل الحداثة وثنائياتها الاجتماعية ومبادئها الثقافية، وتعرض هذه الأطروحة تنوع خطابات الحداثة الإسلاموية، وتوضح كيف خلقت تكنولوجيات الاتصال الجماهيري فضاء تنشأ فيه أشكال جديدة من "الإسلام العالمي".
هدف الإسلاموية هو صياغة نموذج من الحداثة يتساوق مع فرضيات هذا "الإسلام العالمي"، ومع ذلك، كما تشير الإسلاموية الإيرانية المعارضة لعبد الكريم سروش، فإن أنماط الحداثة الإسلاموية لا يمكن تحقيقها على مبادئ مستقاة من القيم الإسلامية العالمية غير الموجودة، ويسهم الإسلام باعتباره تراثا خطابيا، في عمليات التغيير الاجتماعي فقط إذا فهم محليا فيما يتعلق بأنماط الحياة المحلية.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول: الحقائق الأيدلوجية، الماضي والحاضر، السلفية والجذور الإسلامية للحداثة، ما بعد الحداثة وظهور الإسلاموية، الشتات المسلم في أمريكا الشمالية، مشروع الأسلمة والنقد الغربي للعالموية، مشروع أسلمة الجمهورية الإسلامية والساخطون عليه، صمت الشريعة، عبد الكريم سروش ومشروع الأسلمة، وأخيرا يحاول الإجابة عن السؤال المهم في الخاتمة: هل الحداثة الإسلاموية ممكنة؟
المترجم، أحمد محمود، الذي رحل مؤخرا عن عالمنا، تاركا وراءه إرثًا فكريا من ترجمات الكتب في جميع المجالات، نذكر منها "خرافة القوة العظمى"، "التكالب على نفط أفريقيا،" الإمبراطورية والجمهورية في عالم متغير"، "الشرق الأوسط والولايات المتحدة"، "عالم ماك"، "الناس في صعيد مصر..عادات وتقاليد" و"المعمل الاجتماعي الكبير".