«خلطات الموت».. وفاة فتاتين بسبب «زيت شعر».. خلطة للسمنة تتسبب في مرض مواطنين.. «الصيادلة»: المصريون اتجهوا للعطارة بسبب ارتفاع سعر الدواء.. هاني الناظر: العطارون يستخدمو
«خلطة أعشاب» أنهت حياة فتاتين في منطقة أطفيح بالجيزة، لتكتب حلقة جديدة في مسلسل فوضى تجارة الأعشاب الطبية، التي غزت مصر بعد الارتفاع غير المبرر في أسعار الأدوية، وانخفاض دخل المواطنين مع تعويم الجنيه.
الوصفات الطبية البديلة، أصبحت تعرف بـ«خلطة الموت»، خاصة أنها غالبًا ما تؤدي إلى إصابة مستخدميها بالأمراض وقد تصل إلى الموت، وعرضت عرضت الإعلامية إيمان الحصري، تقريرا مصورا يكشف وفاة فتاتين بعد نصف ساعة فقط من استخدامهما زيت شعر اشتراه والدهما من أحد العطارين بأطفيح في الجيزة.
وقال سعيد سيد، والد الفتاتين سمر وهند، خلال التقرير الذي عُرض ببرنامج «مساء dmc»، إنه توجه لعطار قريته وطلب منه دواءً للفتاتين بعد إصابتهما بتساقط شعرهما، متابعا: «العطار قام بتركيب دواء وأخذته وتوجهت به للمنزل».
ومن جانبها بكت والدة الفتاتين قائلة: «مفيش نص ساعة من قيام كل واحدة منهما بوضع كمية الزيت على شعرها فوجئت بوفاتهما في الحال، وأن الدواء السبب، وتبين إصابتهما بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة زيت الشعر».
وفي السياق نفسه، كشف الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، الرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث، عن وجود زيت شعر يتسبب في وفاة الفتيات، مطالبا المواطنين بعد استخدام أي مستحضرات تجميل مجهولة المصدر.
وقال «الناظر» في مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء dmc» الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحصري، إن هناك دواء شهيرا جدا يتم بيعه في الصيدليات لعلاج فروة الشعر، وتبين أنه يؤدي لهبوط في الضغط، مشيرا إلى أن استعمال هذا الدواء لفترة طويلة يؤدي في وفاة مستخدمها بهبوط حاد في الدورة الدموية.
وتوقع وفاة فتاتي أطفيح أن يكون سبب الوفاة وراءه مادة سامة، في الزيت المستخدم، متابعا: «أنه يجب تحليل زجاجات الزيت للتعرف على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الزيت».
اقرأ: أعشاب ممنوعة على المرأة الحامل
وظائف الكبد والقلب
ومن مخاطر «أعشاب العطارين»، قصور وظائف الكبد والقلب؛ حيث أكد الدكتور محمد عزت أبو العلا، مدرس مساعد بقسم العقاقير بكلية الصيدلة بجامعة أسيوط، أن هناك استخداما مفرطا للأعشاب والخلطات الطبية التي يصنعها العطارون والأفضل الحصول عليها من قبل صيدلي أو طبيب لأنه يكون على علم كاف بماهية العلاج العشبي الموصوف حتى نضمن تجنب الأعراض الجانبية ذات التأثير السلبي على وظائف الكبد أو القلب.
وأشار إلى ضرورة اختبار الأعشاب في المختبر الطبي لدراسة الأسلوب الأمثل في استخدامها وتحديد الجرعة وكيفية تناولها بالشكل الطبي السليم.
ودعا المرضى الذين يستخدمون الأعشاب من قبل العطارين بضرورة التركيز والوعي بمعرفة مدى خطورة استخدام العشب في حالة إصابته بأمراض القلب والكبد والكلى، مؤكدًا عدم الاستعانة بخبرة العطارين في تناول الأدوية أو المشروبات الطبية التي قد لا تتناسب مع ما يعانوا من مشكلات صحية.
تابع: «مساء dmc» تعرض تقريرا عن وفاة فتاتين بسبب زيت شعر في أطفيح
القئ والإسهال
وفي مارس 2016، ألقت مباحث التموين بأسيوط، القبض على عطار يقوم بصبغ الذرة الرفيعة والنشارة بالألوان المختلفة، وبيعها على أنها خلطات طبية لعلاج السمنة، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين الذين يستخدمونها بالقيء والإسهال.
تقنين أوضاع محال العطارة
وقال محيي الدين عبيد، نقيب الصيادلة، إن ارتفاع أسعار الدواء جعل المواطنين يتجهون لطب الأعشاب الطبية كبديل، مؤكدا أن محال العطارة لا بد أن تكون تابعة لنقابة صيادلة مصر، ولا تحصل على تراخيص بمزاولة المهنة إلا من خلال النقابة، لأن وجودها بوضعها الحالي «عبث»، إذ توجد الكثير من محال العطارة التي تعالج المواطنين دون رقابة.
تراخيص
وأضاف عبيد، في تصريحات صحفية أن كل ما يحتاجه من يريد الإقدام لفتح محل عطارة، التقدم للحي السكني التابع له للحصول على تراخيص فتح «محل تجاري» دون وجود اشتراطات أو معامل أمان في مستوى الخدمة التي يقدمها.
5 آلاف عطار
ويوجد أكثر من ٥ آلاف محل عطارة في القاهرة وحدها خلافا للمحافظات، ولا توجد عليها رقابة رغم تقديمها وصفات طبية للمواطنين، بل بدأ البعض في استخدام الوصفات باعتبارها «الطب البديل»، في ظل ارتفاع أسعار الأدوية بنسبة تراوحت بين ٥٠-٧٠٪.