رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب محافظة الفراعنة على التراث وتوريثه للأجيال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن التراث منه الفكري والعلمي والمادي الذي توارثته الأجيال المتلاحقة وخلفه الأجداد ليكون عبرة وعظة وهناك يوم عالمي للتراث الذي أقرته الأمم المتحدة ممثلة في منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في ١٨ أبريل سنة ١٩٧٢ للفت نظر الشعوب لأهمية المحافظة على التراث.


ولم يعلم العالم أن أجدادنا المصريين القدماء سبقوا كل العالم بمنظماته في المحافظة على التراث، لكن هل حافظ المصري القديم على التراث؟

وأكد شاكر، أن الحضارة المصرية عملت على خاصية المحافظة ومسايرة الجديد للقديم دون أن يقضي عليه في كل أطوارها ومظاهرها فقد توارثت مظاهر هذه الحضارة أجيال عديدة منهم وكان لمحافظتهم على التراث عظيم الأثر على أغلب ما توصل إليه الأجداد من معارف وعلوم وآداب والحفاظ على كل من أقاموه من آثار معمارية، وخير ما نستشهد به بالنسبة لأهمية المحافظة على التراث هو ما جاء على لسان الوزير بتاح حتب الذي عاش في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد وفي سياق حديثه عن تراث السلف يقول (إن ذكراهم لتجري على ألسنة الناس لأن أقوالهم سديدة كل كلمة منها تراث موروث لا تذهب واحدة منها سدى على هذه الأرض).

وهناك بردية من العصر المتأخر جاء فيها (أنه كان يريد قراءة النصوص المقدسة وإدراك الكلمات الصحيحة للأقدمين) وهذا يدل على أن بعض مفاهيم هذه الحضارة استمرت راسخة في عقائد عامة الناس وتفكيرهم وكانوا يصنعون تمائم تعبر عن بعض هذه المقومات يرجون من ورائها الحماية والتأثير فيما يريدون القيام به من أعمال مثل عمود الجد الذي يعبر عن الاستقرار واليد والقلب.

ونراه في معظم البقايا المعمارية والأثرية المتنوعة والمنتشرة في جميع المناطق الأثرية التي تظهر أن المصري القديم لم يعبث بها أو يخربها أو يهمل في صيانتها ووجدها خير شاهد على روح المحافظة التي كان يؤمن بها المصري القديم فسلمت آثاره وحافظت على خصائصها وتظهر هذه الروح في عصر الأسرة ٢٦، حيث قام ملوكها بإحياء تراث الحضارة القديمة من فنون وعمارة وتقاليد دينية وبدأوا حركة تسجيل وتدوين جميع النصوص الأدبية والدينية والعلوم الرياضية والهندسية والفنون التي كانت معروفة من الدولة القديمة حتى أسلوب الكتابة والأسماء الشخصية والعادات وبحثوا عن وثائق وكتابات العصور القديمة وأعادوا ترتيبها وترميمها حتى ألقاب الشرف وأعادوها كما كانت.

وقاموا بترميم وصيانة لمعظم الآثار التي خلفها ملوك الأسرات السابقة وقام الملك نختانبوا الأول والثاني بترميم العديد من المعابد، وأظهر أن المهندس والفنان المصري ما زال قادرا على إخراج قطع فنية تثير الإعجاب.

والأمير خع ام واست ابن الفرعون رمسيس الثاني الذي كان واليًا للعهد لكنه توفي في حياة والده وأسهم في المحافظة على التراث أن قام ورمم كثيرا من تراث أجداده وكتب اسمه على كثير منها بعد الترميم.
الجريدة الرسمية