رئيس التحرير
عصام كامل

الإسراء.. والأقصى الأسير


جاء سيدنا جِبْرِيل عليه السلام ليلا وأخذ عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام من مسكنه في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس في رحلة الإسراء والمعراج.. وهي مسافة أكثر من ألف كيلومتر كانت تأخذ أربعين يومًا في ذلك الزمان.. وفِي المسجد الأقصى جمع المولى عز وجل الأنبياء والرسل وصلوا وكان أمامهم عبده محمد صلى الله عليه وسلم تأكيدًا لدين الله الواحد الأحد "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ " "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ".


ثم أخذ سيدنا جِبْرِيل عليه السلام رسول الله صلي الله عليه وسلم، إلى الملك الأعلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى "إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ"، ويقول الفقهاء إن وسيلة المواصلات كانت البراق صعدت بهم إلى السماء في رحلة المعراج..

وهو الصعود إلى السماء.. والواقع والعلم يقول لنا عندما تخرج إلى الفضاء فهناك ظلام دامس.. ولا يوجد شمال أو جنوب، وعليك أن تجد طريقة خاصة بك لتعرف اتجاهك.. ولا ندري أي اتجاه سار البراق حتى وصل إلى سدرة المنتهى..

وعندها قال الملاك جِبْرِيل عليه السلام ليس لدي تصريح بالعبور وأنت وحدك وتوكل على مالك الملك وتقدم إلى حيث يأمر الملك، وهنا أراه الله من آياته وعمله ما شاء.. ويقول بعض المفسرين إن الله اختص أبو الأنبياء إبراهيم بالخلة وموسى بالكلام، ومن المعقول أن يكون قد اختص سيد المرسلين بالرؤية.

ولا ننسى أن مناسبة الإسراء والمعراج أهم حدث في الإسلام؛ لأن الصلاة فرضت فيها.. وهي كما نعلم عماد الدين فمن أقامها أقام الدين.

وهذا كله يُبين لنا قيمة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.. وهذا المسجد الآن تحت سيطرة الصهاينة وبمباركة بعض العرب الذين نسوا أن الدين عند الله الإسلام.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية