رئيس التحرير
عصام كامل

لا لتوريط الجيش


بعد القذف الإسرائيلى لسوريا انبرت قيادات إخوانية، ومن تيارات الإسلام السياسى الأخرى، تطالب جيشنا المصرى بدخول حرب ضد إسرائيل طبقا لاتفاقيات الدفاع المشترك.


الواضح من هذه التصريحات أن الغباء السياسى هو سيد الموقف، فالسياسة هى فن الممكن، والحرب تأتى بعد استنفاد جميع الحلول السياسية والدبلوماسية، لكن ماذا نقول فى عقول لا تعلم شيئا عن السياسة ولا عن الدبلوماسية ولا الحرب؟

قواتنا المسلحة المصرية جاهزة على مدى 24 ساعة يوميا، فالتدريبات القتالية مستمرة لرفع كفاءة الضباط والجنود، للجيش قادة يقرءون الأحداث المحلية والإقليمية والدولية قراءة عميقة وتحليلية واعية، ويتخذون القرار طبقا لمصالح مصر العليا، وليس بأهواء انفعالية، ويحللون الأسباب للوصول إلى النتائج بطريقة منطقية للغاية، بعلم وتخطيط، ليس بعشوائية.

وليس معنى أن من يحكم مصر الآن، مؤقتا، هو رئيس إخوانى جاءت به قوى يعلمها الإخوان جيدا أن يقحموا الجيش فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هم لا يقدرون مصالح مصر، ولا يدركون شيئا عن المعادلات السياسية والعسكرية فى المنطقة، ساء ما يحكمون، هل نسلم مصير الوطن لحفنة من الانتهازيين الذين لا يفكرون سوى فى مصالحهم الضيقة ولا ينظرون إلا تحت أقدامهم ومصالح جماعتهم وأهلهم وعشيرتهم؟

سبب الأزمة إلقاء إسرائيل القبض على سفينة تحمل شحنة صواريخ متجهة إلى حزب الله بتمويل ورعاية سورية فى الوقت الذى ناشد فيه كثيرون الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل لوضع نهاية للاقتتال الداخلى بين قوات بشار الأسد وعناصر الجيش السورى الحر، ثم إن كل فريق له مؤيدوه من القوى المحلية والإقليمية والدولية، أى أن سوريا أصبحت لوحة شطرنج يلعب عدد كبير بالقطع دون وجود خطة واضحة، وفى النهاية يدفع الشعب السورى الثمن الباهظ من حريته وأرواحه وأمواله واستقراره، بدليل سقوط العشرات قتلى ومصابين كل يوم قبل القذف الإسرائيلى لسوريا.

على أصحاب تيارات الإسلام السياسى التزام الصمت، خصوصا فيما يتعلق بالجيش، والأفضل لهم تدبير مؤامراتهم الصغيرة للفوز بأغلبية فى البرلمان القادم، فهذا هو ملعبهم الحقيقى، سواء بالتزوير أو الرشاوى الانتخابية.

الجريدة الرسمية