رئيس التحرير
عصام كامل

نبيه العلقامي شاهد من زمن مبارك: يوسف والي «راهب».. والجنزوري وطلعت حماد «منهم لله»

فيتو


  • الأحزاب التي ولدت بالإخطار مجرد ورقة غير فاعلة في المجتمع
  • الانتخابات الرئاسية كانت شهادة ميلاد المواطنة
  • حملات ترويج الأكاذيب ضد مصر لن تتوقف
  • إنجازات السيسي في السنوات الأربع الأولى جعلت الشعب يتحمل الصعاب معه

هو عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى الذي تم حله بموجب حكم قضائي وترشح على قوائم الحزب في انتخابات مجلس الشورى، رغم معارضة الحرس الجديد بقيادة أحمد عز، عرف عنه العديد من التصريحات المثيرة للجدل، مثل تأكيده فترة انتخابات الرئاسة 2011 أن الحزب الوطني أمام خيارين لا ثالث هما الرئيس مبارك أو نجله جمال أمين لجنة السياسات في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مطالبته باعتقال المتظاهرين ضد إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول في ندوة بإحدى الصحف القومية، وقبل انتخابات 2010 بعد تسرب خبر مقاطعة القوى الوطنية للانتخابات، خوفا من التزوير صرح بأنهم أفلسوا سياسيا ويحاولون التغطية على رفض الشارع لهم.

إنه الدكتور نبيه العلقامى، عضو مجلس الشورى السابق وعضو المكتب السياسي للحزب الوطنى المنحل الذي كشف في صالون فيتو العديد من الأسرار، وأكد أن الأحزاب في مصر ورقية أكثر منها واقعية بدليل أن لدينا 104 أحزاب لـ104 ملايين مواطن، ولا يشعر أحد بأي دور للأحزاب بسبب تكوينها بالإخطار، وهذا كان أحد أسباب ضعف دورها وعدم تأثيرها في الشارع المصري.
 
وأكد أن الحزب الوطنى لن يعود، لأن عجلة التاريخ لا تعود للوراء، لكنه كان يضم عمالقة وخبراء نادرين، واصفا كمال الشاذلى بالعملاق والوطني حتى النخاع وصفوت الشريف بالمحترف، وجمال مبارك بالاقتصادي البارع، وإلى نص الحوار...

** لو عدنا للوراء كيف كانت تدار لجنة السياسات في الحزب الوطني باعتبارك كنت عضوا بالمكتب السياسي سابقا؟
* لجنة السياسات كانت تدار عن طريق الدراسات العلمية ويحدث مناقشات سرية عن طريق مجموعة من الخبراء الوطنيين من أجل عرض الأمر لاتخاذ القرار، وبالتالى الماضى سيحكم عليه التاريخ عندما يكتب في غير وجود أفراده، فالمستفيدون سيقولون إن لجنة السياسيات كانت شيئا عظيما والمتضررون يقولون إنها شيء سيئ وبالتالى نترك الحكم للتاريخ، ونفس الحال عندما يتساءل البعض عن السبب في إسقاط نظام مبارك فلا نجد إلا القول إن النظام سقط من داخله.

** وما رأيك في كل من كمال الشاذلى وكمال الجنزورى وفتحى سرور ويوسف والى وجمال مبارك وأحمد عز وهل كانت لك علاقة بهم؟
* علاقتي بالغالبية منهم محدودة رغم عضويتي بالمكتب السياسي للحزب الوطنى، لكن كمال الشاذلي كان رجلا وطنيا حتى النخاع، ولم أشاهد منه إلا الجانب الإيجابي لصالح الوطن، صفوت الشريف كان محترفا في دوره وقيادته لمجلس الشورى، أما جمال مبارك فهو واحد من خبراء الاقتصاد أصحاب الفكر المستنير، والدكتور أسامة الغزالى حرب لا تعليق عليه، أما فتحى سرور فهو أحد علماء القانون في العالم، ولم أتعامل معه مباشرة لكن تاريخه يقول ذلك، في حين أن أحمد عز أدار العمل داخل الحزب بعد عملاق هو كمال الشاذلى، أما كمال الجنزوري وطلعت حماد «فمنهم لله» تسببا في هدم حمام سباحة مركز شباب الجزيرة في سبتمبر 1996، بالإضافة إلى فصله للدكتور إسماعيل صبري عبد الله أحد العلماء من رئاسة المعهد القومى للتخطيط، أما الدكتور يوسف والي فكان من أشرف الرجال وراهب في حب الوطن، في حين أن يوسف بطرس غالى كان عقلية اقتصادية تحقق محلية العمل وعالمية الفكر، وأدعو الله أن يعود لمصر مشاركا في تحقيق سياستها.

** وما حقيقة تبنيك إعداد جمال مبارك ليكون رئيسا لمصر بعد الرئيس مبارك حسبما ذكر عادل حمودة في مقال له؟
* هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فجمال مبارك شاب شارك في العمل السياسي وفي الفترة من 2000 إلى 2002، وبالتالي ما يتردد عن قيامي بإعداده للرئاسة كلام غير صحيح، خاصة وأن له رؤيته وفكره الاقتصادي الجيد إلى جانب الرؤية السياسية.

** وكيف كانت علاقتك بمبارك وهل التقيت به وما المواقف التي تتذكرها له؟
* لم تكن لي علاقة مباشرة بالرئيس الأسبق حسني مبارك لكني أتذكر له لحظتين الأولى عندما رفع العلم المصري في 25 يناير 1982 واسترداد العريش، والثانية في 1989 في 19 مارس وتحرير طابا وتمسكه بالحق المصري والتراب الوطني والتاريخ سوف يحكم بما له وما عليه.

** الحياة الحزبية في مصر مثار انتقادات عديدة فهل لدينا حياة حزبية في مصر؟
** هذا الكلام صحيح، لأن بعض الأحزاب السياسية ولدت بإخطار، فكانت النتيجة ورقة لا تحمل سوى إرسال الإخطار من جانب شخص وبعض أفراد عائلته وأسرته ،لكن هناك القليل من الأحزاب التي بنيت على ركائز أساسية مثل التجمع والوفد، وبالتالي أصبح لدينا 104 أحزاب في دولة بها 104 ملايين مواطن أغلبهم لا يشعر بها، ومن هنا أقول إننا أمام حياة حزبية ورقية أكثر منها واقعية عدا القليل من الأحزاب التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعلى الأحزاب أن تتخذ ما تراه في المرحلة القادمة لتطوير دورها وفقا لأحكام الدستور والقانون وحقوق الإنسان.

** كيف تقرأ الانتخابات الرئاسية الأخيرة من وجهة نظرك؟
** الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2018 كانت ممارسة حقيقية لانتخابات ديمقراطية من جانب الشعب المصرى والقيادة السياسية، وأتصور أن شهادة ميلاد المواطنة كانت من خلال الإصبع الذي وضع في حبر المشاركة من الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات، في نفس الوقت أتصور أن الانتخابات كشفت أصحاب الإصبع المبتور الذين كانوا يدعون لمقاطعة الانتخابات من أبناء أردوغان وقطر والمرتزقة الذين تصوروا أنهم يمكن أن يؤثروا في المجتمع المصري، في النهاية نجح المجتمع المصرى ونجح الإشراف القضائي وأكدت المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية صحة هذه الانتخابات وهنأ الشعب المصري نفسه والرئيس السيسي بفترة رئاسة ثانية على طريقة "كيد الأعادي".

**وهل تعتقد أن الانتخابات الرئاسية وخروج المواطنين وضعت حدا للأكاذيب والشائعات التي تروج عن مصر؟
* الأكاذيب والشائعات التي تروج ضد مصر لن تتوقف مادام هناك عمل علمي قائم على فلسفة اختصار الزمن في إتمام المشروعات القومية، فشعب دفع 64 مليار جنيه في أسبوع لحفر قناة السويس الجديدة في سنة وإقامة مشروعات عملاقة واتخاذ قرارات اقتصادية غاية في الصعوبة والمواطن البسيط يتفاعل معها بحس وطني عال وفي الوقت نفسه الجيش والشرطة يواجهان الإرهاب.. كل هذا يجعل مخططات هدم الدولة تفشل لكنها لن تتوقف عن محاولة تشويه الدولة وهنا يمكننا تقويم فترة السنوات الأربع الأولى للرئيس السيسي بهذه الإنجازات التي تحققت في فترة وجيزة، فضلا عن هزيمة الإرهاب مثلما كانت مصر دائما مقبرة للغزاة فنحن شعب لا يتوقع أحد قراره وإذا عدنا للتاريخ نجد أن كل المراهنات السلبية على المجتمع فشلت وستفشل؛ لأن مصر القيمة والوطن.

**البعض يطرح بين الحين والآخر فكرة وجود "حزب للرئيس" ما رأيك خاصة وأن البعض يراه إحياء للحزب الوطني؟
*أولا الحزب للوطن ولدعم القيادة السياسية ومساندتها طالما تحقق إنجازات في أحلك الظروف، وبالتالي لا مانع من وجود حزب للرئيس خاصة وأن القانون يبيح ذلك وحدد خطوات لتأسيس الأحزاب، أما عن إعادة إحياء الحزب الوطنى من جديد فإن عقارب الساعة لا تعود للوراء، وبالتالي إحياء دور الحزب الوطنى صعب، خاصة وأن قرار حله كان من خلال حكم قضائي.

** بين الحين والآخر تتعالى أصوات تطرح ملف المصالحة مع الجماعة الإرهابية، فما رأيك؟
*هذا الكلام مرفوض ومن يطرحون هذه الأفكار، المصريون أبرياء منهم لأننا لا يمكن أن نتصالح مع من تلطخت أياديهم بدماء أبناء الشعب المصري، خاصة وأن هؤلاء نقدوا المراجعات التي قاموا بها في التسعينيات واعتدوا على الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء، وبالتالي لا مصالحة معهم، ومن ينادون بذلك عليهم أن يدرسوا تاريخ هذه الجماعة الإرهابية ومصادر أموالهم.

** كيف يمكن أن تقوِّم أداء البرلمان الحالي في ظل الانتقادات التي توجه له، والبعض يعتبره أسوأ برلمان في تاريخ البرلمان المصري؟
* لابد أن نعرف أن أعضاء البرلمان الحالي هم نتاج لانتخابات حرة ونزيهة لمن تقدموا سواء لمقاعد الفردي أو القوائم، فضلا عن تواجد البرلمان في ظروف صعبة عقب ثورتين، ولكنه استطاع أن ينجز العديد من التشريعات ذات الأهمية والانتقادات التي توجه للبعض، نتيجة أن الغالبية منهم أول مرة يمارسون الحياة البرلمانية وسوف يتم صقل دورهم بمزيد من الخبرة.

** وما تعليقك على أزمة وزير التنمية المحلية مع نواب البرلمان؟
* أولا اللواء أبو بكر الجندى رجل وطني وله تجربة في مجالات العمل قبل اختياره وزيرا للتنمية المحلية، ودائما ما يحقق أهدافه وفقا لخطط وبرامج التنمية، وبالتالي هو لا يقصد الإساءة للنواب، وإنما يقصد تنفيذ خطط وسياسة هدفها التنمية الشاملة. 
الجريدة الرسمية