السادة المتعاطفون
الأسبوع الماضي تحدثنا عن الدعوة التي أطلقها عماد أديب والخاصة بتصالح الدولة مع المتعاطفين مع جماعة الإخوان، وأكدنا أن ما دعا إليه الرجل موجود بالفعل، بل إن كثيرًا من المتعاطفين حصلوا مميزات لم يحصلوا عليها عندما كان الإخوان في الحكم، ودللنا على ذلك بنموذجين كان أديب نفسه أحدهما..
نماذج أخرى كثيرة على شاكلة أديب وعدنا بالكتابة عنها، وأبرزها أستاذ الجامعة الذي كان ضيفًا مقيمًا في برنامج عماد أديب، ثم تحول إلى مذيع تليفزيرني وإذاعي وكاتب ومسئول في إحدى الصحف، لم يقصه أحد رغم ولائه الشديد للإخوان، بل إنه حصل على ما لم يحصل عليه أحد من الذين ناصبوا الإخوان العداء، رأيناه في المحافل التي يحضرها الرئيس، وطالما حاول الإيحاء بأنه قريب من صناع القرار، وفي العام الذي وصل فيه الإخوان للحكم..
كان يفخر بقربه منهم، ومساهمته في التخطيط لهم، وقد إستغل ذلك وتاجر به ليوجد لنفسه مكانًا على الشاشة، وبعد رحيل الجماعة.. طالبته بالتحرر من حبه لها، وطالبني بمساعدته على ذلك، ومؤخرًا.. تحول هذا الرجل إلى لغز، وكالعادة.. يتاجر ببعض الأسماء الموجودة حاليًا في موقع المسئولية ليبتز القائمين على القنوات التليفزيونية.
مذيع آخر سارع بالقفز من مركب نظام مبارك، وإندفع تجاه الإخوان، يتملقهم وينافقهم، وأعلن توبته عن نقدهم، وصار يكتب لهم وعنهم، بعد أن قدم فروض الولاء والطاعة لأحدهم، ورغم ذلك لم تقصه الدولة، وها هو يرتع على الشاشة يوميًا دون أن يتعرض إليه أحد، وجريمة واحدة من التي يرتكبها يوميًا على الهواء كفيلة بالإطاحة به.
نموذج آخر كان يباهي بقربه من قيادات الإخوان، وطالما شاهدناه يتطاول على الجيش أثناء أحداث يناير، وعلى الرغم من أنه لم يضبط متلبسًا بكتابة مقال واحد.. فإننا نراه حاليًا كاتبًا ومحللًا سياسيًا، أما زميله الذي كان يزاحم الإخوان للوقوف بجوارهم على منصة ميدان التحرير، وطالما إنبرى في الدفاع عنهم.. فينعم حاليًا بتقديم برنامج تليفزيوني، ولم يقل له أحد إن عشقه لجماعة الإخوان مدون على اليوتيوب.
وبعيدًا عن العاملين في مجال الإعلام وهم كثر.. تعاطف العديد من رجال الأعمال مع جماعة الإخوان وقدموا لهم المال مع فروض الولاء، وجاهروا بذلك في البرامج التليفزيونية، رأينا من سارع بنشر إعلانات ليبارك للجماعة ورئيسها عندما فازوا في الانتخابات، وتابعنا من قال إنه كان ينتظر وصولهم للحكم ليرد لهم الجميل، بل إنه أثنى على صبرهم ومثابرتهم..
واكتشفنا رجل أعمال آخر يؤكد أنه ورث الانتماء للجماعة عن أبيه، وأنه كان يخفي ذلك خوفًا على شركاته من بطش نظام مبارك، وغير خاف على أجهزة الدولة أن هذا الرجل أسهم بالمال في حملة محمد مرسي الانتخابية، ولم يستطع إخفاء حزنه بعد الإطاحة بالجماعة من الحكم، ومن المفارقات أن عماد أديب صاحب دعوة التصالح هاجم هذا الرجل في برنامجه بسبب تعاطفه مع الإخوان، والغريب أن الرجل هاجم عماد أديب عندما دعا للتصالح مع دراويش الإخوان..
هؤلاء وغيرهم كانوا من المتعاطفين مع الجماعة، ومع ذلك لم تقصهم الدولة، بل إنها ساندتهم بقوانين كانوا في حاجة إليها منذ عقود لمساعدتهم على زيادة الاستثمار.. قائمة المتعاطفين طويلة، وعلى عماد أديب مراجعتها، ليتأكد أن الدولة لم تخاصمهم حتى تصالحهم، فقط.. عليه أن يفتش في ذاكرة اليوتيوب إذا خانته ذاكرته.
basher_hassan@hotmail.com