رئيس التحرير
عصام كامل

«أخطاء الآباء يحصدها الأبناء».. عودة الأب بعد غياب 40 سنة في العراق.. الأسرة تنهار بعد سرقة الوالد لنجله والجيران.. الابن: القرية تعايرني بفعلته.. الأم: اللي واجع قلبي ضنايا

فيتو

«يعملوها الكبار ويقع فيها الصغار»، مثال ينطبق جملة وتفصيلا، على قصة أب عاد من العراق بعد غياب دام أكثر من 40 عاما، ظنت فيه الأسرة، أن الشمل قد اجتمع ولا فرقة بعده، إلى أن انقلب حال الأسرة، بعد أن حرر ابن محضرا ضد والده في مركز شرطة البداري بأسيوط يتهمه فيه بالسرقة، على الرغم من عودة الأب بعد 40 عامًا غاب خلالها في العراق، في قصة أثارت تعاطف الكثير من المواطنين حينها، واستحسنوا مثابرة الأب وتمسكه بالعثور على ولده والعودة لحضن زوجته، بعدما كتب القدر جمع الشتيتين بعد أن ظنا كل الظن ألا تلاقيا.

 

تعود القصة التي هزت أرجاء قرية السيول بمنطقة النواورة التابعة لمركز البداري، إلى عودة «عبد الحليم» لقريته بعد غياب 40 عامًا، بسبب فقدانه جميع أوراقه وعدم وجود أي وسيلة اتصال بينه وبين عائلته أثناء عمله بالعراق، وكانت البلدة بأكملها في استقباله وزوجته وشقيقاته اللاتي ملأن الأرجاء زغاريد، على الرغم  من ارتداء الأسود حزنًا عليه طيلة 4 عقود مضت، وتبين أن الوالد العائد التقى شخصًا من الإسكندرية، وروى له ظروفه في عام 2014، وبنزوله مصر سأل عن أهله، ووصل إليهم، وتم لقاؤهم مطلع عام 2018.


 وسرعان ما تحولت عودة عبد الحليم التي انفردت "فيتو" بنشر قصته قبل شهور من أسطورة في الوفاء للعائلة، من الفرحة بعودة الأب الغائب لحزن يخيم على البيت بأكمله.

 

وفور اختفاء الأب حرر الابن محضر شرطة بالواقعة، وتلقى اللواء جمال مصطفى شكر، مدير أمن أسيوط، إخطارًا من مأمور مركز شرطة البدارى يفيد اتهام نصر عبد الحليم «سائق»، مقيم بقرية السيول بمنطقة النواورة التابعة لمركز البداري، والده عبد الحليم 58 عامًا بسرقة أمواله وهاتفه المحمول وترك المنزل، وتم تحرير المحضر رقم 46 أحوال بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، فيما يكثف رجال المباحث جهودهم لضبط الوالد الهارب.

 عودة بعد غياب

وبدأ الابن حديثه لـ «فيتو»، قائلًا: «حسبى الله ونعم الوكيل.. بعد غياب 40 عامًا لم يرحمني بعودته بل قام بسرقتى.. ولم يتبق لي سوى العار».

 وقال نصر: «جاءت الليلة الموعودة التي أبلغتنا فيها وزارة الخارجية أن والدي المفقود يصل بعد ساعات فهرولت للقاهرة وانتظرته، وحينما رأيته هرولت عليه ونطق لساني (أبوى) بعد أن حرمت من تلك الكلمة 40 عامًا وسط أحضان ودموع دامت قرابة الساعة بعد لم شملنا.

 

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وسرعان ما تبدل الحال بعد أن اتفق والدي مع شخص آخر وأقنعاني بالتوقيع على إيصال أمانة بحجة أنها ديون عليه، واضطررت لبيع التوك توك الخاص بي من أجل والدي.

 

وقال لي والدي: هجيبلك سيارة أنا معايا فلوس في العراق.. وبعدها انتقل للسيناريو الثاني بضرورة بيعي البقرة اللي حيلتى عشان محتاج فلوس يخلص بيها ورق البيت الجديد، ويرجع بيها فلوسه من العراق، وبالفعل بعت البقرة، ثم استيقظت على مصيبة هروبه وسرقة كل أموالي».

 

وتابع نصر: لم يكتف والدي فقط بسرقتنا بل إنه قبل هروبه خدع الجيران واستدان منهم مبالغ مالية، وقال لهم: «خدوها من نصر والناس جات وهددتنى ومكنتش مستوعب اللى حصل لحد ما تأكدت».

 

وبدموع وحسرة قال نصر: ليست الأموال المسروقة مني ما تؤلمني ولكن الألم الحقيقي في نظرة أهل القرية لي ومعايرتهم المستمرة بفعلة والدي.

 

أحزان شريكة العمر

وبدموع تزرف قالت أم نصر: «أنا مش واجع قلبي أي شيء غير ولدى ضنايا أبو 6 عيال اللي الديانة طالعة وداخله عليه وأبوه سابله العار وخلاه مش عارف يطلع من البيت.. منه لله جه بعد 40 سنة عشان يكسر بخاطرنا ويبيعنا اللى ورانا واللى قدامنا».

الجريدة الرسمية