هل أصبحت «السويد» المقر الآمن للإخوان؟.. أزمة قناة الشرق كشفت تحول قبلة اللجوء في أوروبا عن بريطانيا.. جمال حشمت مهندس العلاقة بين الطرفين.. والديمقراطية وحقوق الإنسان كارت الوصول إلى «
لازالت جماعة الإخوان الإرهابية، تحاول تكوين بؤر لها في الدول الغربية، مستفيدة من أجواء الحريات والديمقراطية، حتى لو كان الغرب بدأ يلتفت مؤخرًا، إلى خطورة تواجد العناصر المتطرفة على أراضيه، وباتت «السويد» من أهم الدول التي يقصدها الإخوان، عبر طلبات لجوء، تنتهي بالحصول على الجنسية السويدية، للهروب من الملاحقة القانونية في مصر.
أبرز العوامل التي كشفت عن اختراق الإخوان للسويد، للابتعاد عن الأضواء المسلطة على بريطانيا، الحليف الأول للإخوان في الغرب، الطلبات التي قدُمت مؤخرًا من العاملين بقناة الشرق، بعد الأزمات المتتالية التي وقعت فيها القناة، وكان أحمد عبده مدير الشرق الجديد، آخر الذين تم منحهم حق اللجوء، بجانب أعداد أخرى في الطريق.
كيف تم اختراق السويد؟
لم تهتم الإخوان وعناصرها كثيرا، باتهام وزارة الدفاع السويدية لها، باختراق المنظمات المدنية، والسعي إلى إنشاء مجتمع مواز في البلاد، منتصف العام الماضي؛ فمنذ زمن طويل والجماعة، تضع أعينها على الدول الإسكندنافية، وفي القلب منها السويد، وسارعت إلى تنفيذ المخطط خلال السنوات الماضية، للهرب من العاصفة المعادية لهم، والتي أصابت أوروبا كلها، خصوصا بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفة الحكم في أقوى دولة بالعالم.
عن طريق الورقة الرابحة، التي تضعف أمامها أوروبا، اقتحمت الإخوان المجتمع السويدي بالمنظمات المدنية الوهمية، التي تروج لحقوق الإنسان، ورفع راية الديمقراطية، لذا كلفت الجماعة «جمال حشمت» القيادي بالجماعة، وأحد الذين يجيدون تسويق الأفكار الليبرالية والتحدث بها، لاختراق الدول الإسكندنافية، وإقامة علاقات سياسية معها.
كان ذلك السبب الحقيقي، لزياراته المتكررة على رأس وفد، شمل وجوهًا ليبرالية، تقف في نفس معسكر الإخوان، لترويج قضيتهم بالنرويج والسويد، بداية من 2015، وهو العام الذي تأكد فيه لقيادات الإخوان، أن حكايتهم في مصر انتهت للأبد، ولن تقوم للجماعة قائمة مرة أخرى.
أرض جديدة
طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعة الإسلامية، يرى أن الإخوان، تبحث حاليا عن أراض جديدة، تتمدد فيها، لذا لجأت لتغيير وجهتها قليلا إلى «السويد»، التي تمتلك جهاز مخابرات فعال، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكان متواجدا بقوة أيام أحداث 25 يناير، مشيرا إلى أنه جهاز خطير ويريد استخدام الجماعة، كما تستخدمها أجهزة مخابرات دول كثيرة على رأسها أمريكا وبريطانيا.
يرفض البشبيشي، التوقعات التي تؤكد أن الجماعة تبتعد تدريجيا عن بريطانيا، خوفا من أي قرار قد يصدر بشأنها، في ظل تبعية الإنجليز لأمريكا، ويستند في ذلك، إلى عدم ظهور أي دليل عملي، يؤكد تخلي بريطانيا عن رعاية الجماعة.
تسويق المظلومية
منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن عمليات اللجوء التي تتقدم بها قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية إلى دولة السويد، وعدم الارتكان إلى التقوقع داخل قطر وتركيا وبريطانيا، طبيعة قديمة في الجماعة، موضحا أنهم عادة لا يضعون البيض كله في سلة واحدة.
وقال "عمران" إن الإخوان يبحثون دائما عن أكثر الأماكن أمنا، من أجل الحفاظ على أنفسهم، من الملاحقات الأمنية عند تغير سياسات بعض الدول، بجانب أنهم لا يقصرون تواجدهم على مكان واحد، حتى لا يتم التخلص منهم مرة واحدة.
ويضيف: إذا كانت بوصلة الإخوان تحولت من بريطانيا وهي الدولة المساندة لهم، منذ نشأة جماعتهم على يد مؤسسها حسن البنا إلى السويد، فذلك يرجع إلى قانون الأجانب السويدي، الذي يمنح تصريحا، لأي شخص بحاجة إلى حماية بديلة، أو يتعرض للاضطهاد في بلاده، وهو مايناسب الإخوان «الأساتذة» في تسويق المظلومية، بحسب وصفه.