ترامب بعد ضرب سوريا
سوف يكون للضربة الصاروخية الأمريكية البريطانية الفرنسية لسوريا تداعياتها على كل الأطراف المتورطة في الأزمة السورية بلا استثناء.. وأول من ستلحق به هذه التداعيات هو الرئيس الأمريكي ترامب الذي تزعم الحلف الغربى الثلاثي الذي شارك في ضرب سوريا.. فاإ ترامب الذي تبنى في حملته الانتخابية موقف الرافض لتورط أمريكا في غزو العراق سوف يواجه معارضة بدأت بوادرها من الديمقراطيين لما أقدم عليه في سوريا، خاصة أنه لم يستأذن الكونجرس الأمريكى، وكان يريدها ضربة أوسع وأشمل لسوريا لولا البنتاجون.
وحملة الهجوم الديمقراطية لن تتطرق إلى تكلفة هذه الضربة الصاروخية لسوريا؛ لأنها كما ألمح ترامب مدفوعة مسبقًا، وإنما سوف تتناول عدم جدواها لأمريكا بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص في سوريا، فضلا عن أنها كان يمكن أن تهدد بخطر حدوث صدام عسكري مع روسيا، إذا حدث خطأ في تنفيذها، وإذا لم يبادر الرئيس الفرنسي بإعلام الرئيس الروسى بهذه الضربات قبلها ببضع ساعات، ناهيك عن الاحتياطات التي اتخذتها القوات الروسية في الأراضي السورية.
إن ترامب يعاني من متاعب كثيرة داخلية، رغم الجهد الذي بذله في الحصول على أموال عربية ساعدته كما يتباهى في توفير آلاف من فرص العمل، وها هي الضربة الصاروخية لروسيا تضيف له مزيدًا من المتاعب، أو تمنح خصومه مبررًا إضافيًا لاستمرار استهدافه بالهجوم والنقد والتشهير به.