القرآن وقوانين أينشتين
كل منا يؤمن بمعجزة الإسراء والمعراج وأنها حدثت بالفعل، رغم الحيرة التى وقع فيها العلماء في تفسير الكيفية التي تمت بها تلك المعجزة، وهل حدثت بالروح والجسد أم بالروح فقط، هذا ملخص شديد لمعلوماتنا عن حادثة الإسراء والمعراج، ومع أننا لم نشاهد العصر الذي حدثت فيه إلا أن إيماننا يقتضي تصديق تلك الواقعة، لأن كل الشواهد القرآنية والتاريخية تؤكد حدوثها.
لكن ما بالنا بمن يرفض مسمى المعجزة على واقعة الإسراء والمعراج، ويرى أنها نظرية علمية فيزيائية متكاملة الأركان، وأن المعجزة هي فروض نظرية آينشتين في نظريته النسبية.
لأن تلك الفروض النظرية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن معجزة الإسراء والمعراج حدثت بالفعل، وأن المشاهدات والمواقف التي مر بها النبي خلال رحلة الإسراء والمعراج كانت مشاهدات حقيقية ولم تكن رؤى للنائم، كما أنها لم تكن مشاهدات للروح فقط بل كانت مشاهدات للروح والجسد معا، أو لشخص النبى الكامل "صلى الله عليه وسلم".
هذه الحقيقة هي واحدة من النتائج التي توصل إليها المهندس أحمد حسن الشافعي في نظريته لتفسير القرآن الكريم والتي أطلق عليها "فرق المنطق التفاضلي - التحليل الجزئي للمتغيرات"، والتي لم تنشر بعد ونتناول نتائجها فى هذا المقال وفى مقالات تالية..
وتعتمد تلك النظرية علي النص القرآنى فقط، ولا تبحث في غيره ولا تعتمد على الأخبار التي أوردها المؤرخون القدامى ولكنها تلتزم بأسس ثلاثة يراها تقطع الشك وتبين اليقين، هذه الأسس هي: رفض المنطق الفكرى بكل أشكاله والاستناد على المنطق القرآنى بين الآيات وإن تباعدت.. ورفض أى استنتاج بكل صوره وكذلك قصص الأقدمين بالكامل..
كما أن أحاديث الرسول (ص) لا يعتمد عليها وإذا ذكرت فإنها تصبح مثل العامل المساعد فى التحاليل الكيميائية يساعد على التفاعل ولا يتدخل فيه.. وتؤكد نتائجها أن إطلاق لفظ المعجزة علي واقعة "الإسـراء والمعـراج" فى زماننا هذا بعيد عن الصواب.
ومدخل الباحث للاعتقاد في صحة نتائج نظريته وصدقها الآيات القرآنية التي تنص على أن القرآن الكريم يشمل كل شىء يحيط بنا كما أنه يشتمل على إجابة أي تساؤل بكل يقين وتحد، وهي الآيات:(الأنعام 38)، (النحل89)، (الإسراء12َ)، (الأعراف52) ومنها قوله تعالي ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ )
تذهب النظرية إلي أن احتمالات تطبيق خيال البعض المتمثل فى آلة الزمن عمليا، أمر جائز بشدة لأن مثل هذا الانتقال الذي يحدث عبر آلة الزمن المزعومة قد حدث شبيه له وتحقق فى القرآن بالقوانين.
كما تثبت نتيجة علمية هامة مفادها أن انطلاق الإنسان بسرعة تعادل سرعة الضوء لن يتضرر منه جسم الإنسان لأنه بعد سرعة الضوء يتحول فيزيائيا إلى كيـان من نور.
وهى تنطلق من فرضية وضعها الباحث، وهي تحدي النص القرآني مستغلا في ذلك الرخصة التي أعطاها الله لكل البشر في أن يتعاملوا مع كتابه العزيز كما لو كان من عند غير الله ليحاولوا التأكد من أنه من صنع غير الله، ولوكان كذلك – حاشا لله- فسيجدون النص القرآني به العديد من الاختلافات كما نصت الآية الكريمة في قوله تعالي [أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرا].
اكتشف الباحث أن النص القرآني يحمل من الاتساق والإعجاز ما يجعل أنه من المحال أن يكون القرآن من عند غير الله تعالي، ولكن هل يعني الأمر أن القرآن مقصور علي النحو والبلاغة والتشريع فقط، تؤكد نتائج النظرية أن القرآن يحتوي علي مواطن من الإعجاز العلمي والوجوه التي لم يكشف عنها النقاب بعد.
وأن الأمر داخل النص القرآني _ بحسب نتائج النظرية _ يختلف اختلافات كثيرة جدا عن التفسيرات البلاغية والنحوية وتفاسير التشريع، فما يحتويه النص القرآني لابد أن يتناسب مع عظمة قائله فمن المؤكد أن ما يقصده الله بالقرآن أنه:{أكثر من كونه نحوا وبلاغة} و{تاريخ وشرائع} إنه لابد أن يتوافق مع التقدم الفكرى والتقنى لعلماء المسلمين وعامتهم.
انطلقت النظرية من فرضية تحدي النص القرآني إلى تساؤل يقول: هل من الممكن ومن المعقول استنادا على ما ورد فى الآيات فى أكثر من إشارة أن فى الكتاب من {كُلِّ مَثَلٍ} أن نجد فى القرآن: "قوانين الفيزياء" و"قانـون الطاقـــة لأينشتين"؟ وهل يمكن أن نتوصل من القرآن إلي ما بعد قانـون الطاقـــة لأينشتين وهل يمكن أن يفصح القرآن عن أسرار علوم المستقبل؟.. فى المقال القادم نجيب عن هذه التساؤلات.