رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا امتنعت روسيا عن الرد على الضربة الثلاثية لسوريا؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

استيقظ العرب، صباح اليوم، على خبر مؤلم جديد، بتعرض سوريا، فجر اليوم السبت، لقصف صاروخي، شنته وحدات القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، في وقت أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن الضربة الثلاثية، شملت إطلاق حوالي 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها، وأن منظومة الدفاع الجوي السورية تصدت لها، وأسقطت معظمها، وذلك ردا على هجوم بالكيماوي في غوطة دمشق الشرقية.


الصدام مع روسيا
يرى محللون أن عدم الرد الروسي قد يكون تعبيرًا عن عدم الرغبة في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الأمريكيين، خصوصًا مع ما تداولته وسائل إعلام مؤخرًا حول اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين روسيا والولايات المتحدة، إذا ما نفذت الأخيرة تهديداتها بضرب سوريا.

الرد على مثل هذا الهجوم- كما أشارت بعض التقارير العالمية- كان يعني دخولًا في صدام مع قوات حلف شمال الأطلسي؛ لأن الدول الثلاث المهاجمة هي أعضاء في الحلف، ويؤدي الهجوم على السفن الحربية أو الطائرات الحربية التي نفذت الهجوم، من طرف روسيا، إلى اندلاع حرب بين قوات الأطلسي من جهة، والقوات الروسية والسورية من جهة أخرى.

الثابت في القضية، هو أن روسيا لن تكون مستعدة للتخلي عن دورها في سوريا، ولن تمتنع عن تقديم الدعم المادي والعسكري لبشار الأسد، وبالتالي لا يمكن القول أن الامتناع الروسي عن الرد يعني ضعفًا عسكريًا، ولكنه يعني عدم رغبة في الدخول في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة حاليًا.

الضربة الأقوى
ونجحت توقعات الخبير في مركز الأمن الأمريكي نيكولاس جيراس، الذي توقع في مقالة في مجلة فورين بوليسي، أن تكون الضربة أقوى من سابقتها التي نفذت العام الماضي على مطار الشعيرات.

وقال جيراس إن الهجمة السابقة لم تنجح، بدليل أن الطائرات السورية عاودت استخدام المطار بعد ساعات عدة من تنفيذ الهجوم عليه، الأمر الذي يتطلب من الولايات المتحدة تنفيذ ضربة أقوى وأقسى، تمس بالقدرات العسكرية للجيش السوري، ورغم أن الضربة الجديدة كانت إجمالًا أقوى من سابقتها، على اعتبار استخدام 110 صواريخ فيها، مقابل 59 صاروخًا في هجوم الشعيرات، إلا أن الضربة لم تتمكن من المس بشكل مباشر بقدرات سوريا العسكرية أو الكيماوية، أو حتى بقدرة الردع ضد الأسد.

كما لم تمس الضربة القوات الروسية بأي شكل كان، الأمر الذي منع حدوث صدام عسكري محتمل بين روسيا والولايات المتحدة.

تأديب النظام
من ناحية ثانية، يرى مراقبون أن الضربة العسكرية لم تكن تهدف إلى قلب النظام في سوريا أو التدخل في مسار الأزمة هناك، أو استهداف الروس، ولكنها تهدف إلى إرسال رسائل سياسية، تقول إن الهدف منها "تأديب النظام"، في الوقت الذي تنوي فيه من الانسحاب من سوريا، ويعني ذلك، أن الولايات المتحدة بانسحابها، لن تقف خارج اللعبة، وستظل طرفًا فاعلًا في الصراع هناك.

إيران وحزب الله
يرى آخرون أن الضربات الغربية على سوريا كانت تهدف إلى لفت أنظار إيران وحزب الله إلى الرغبة في تحييد أدوارهما في سوريا، وإرسال رسائل تفيد بأن العالم لن يظل صامتًا حول نشاطاتهما هناك.

ويعتقد بعض المحللين أن ضربة كهذه من شأنها منع إيران وحزب الله من توسيع تحركاتهما في سوريا، ودفعهما إلى التراجع، مع التركيز على إمكانية توجيه ضربات لهما، إذا تطلب الأمر ذلك.
الجريدة الرسمية