3 كوارث تنتظر ترامب بعد ضرب سوريا
نفذت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، هجوما عسكريا جويا ثلاثيا على سوريا بالتعاون مع حلفائها بريطانيا وفرنسا بحجة إضعاف الترسانة الكيميائية لقوات الجيش السوري المزعوم تنفيذها هجمات على مواقع للمدنيين وسط محاولات لتجنب استهداف مواقع روسية هناك خوفا من اشتعال حرب مفتوحة بين القوتين العظمتين.
اتبع ترامب ذات الطريقة التي انتهجها «جورج دبليو بوش» لغزو العراق عام 2003 بعد اتهام حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باستخدام سلاحا نوويا يهدد حياة العراقيين، وهو ما حذره منه وزير دفاعه جيمس ماتيس، متوجسا خيفة من مخاطر التصعيد في سوريا.
وجه ماتيس البنتاجون لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين أو ضرب قوات أجنبية روسية وإيرانية تعمل في سوريا لتجنب تصعيد النزاع، وقال ماتيس «تأكدت من أن هذه الضربات موجهة إلى النظام السوري، فقد بذلنا جهدًا كبيرًا لتجنب الخسائر المدنية والأجنبية».
وبالطبع فإن لأي فعل رد فعل، فسيكون للهجوم الأمريكي ردود أفعال ونتائج لا يظن المحللون أنها ستكون محمودة.
شرعية الغارات
قال ماتيس إن رئيس الولايات المتحدة لديه السلطة بموجب المادة الثانية من دستور الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية في الخارج للدفاع عن المصالح القومية الأمريكية، وإذا وضعنا جانبًا مسألة ما إذا كانت للولايات المتحدة مصالح حيوية في سوريا، فهناك بالفعل نقاش حاد حول شرعية الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، والتي لم تحصل على موافقة الكونجرس الأمريكي.
في الوقت ذاته يصر بعض المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين على أن ترامب كان يجب أن ينتظر موافقة الكونجرس على الهجوم، إلا أن آخرين يصرون على أن الهجوم كان قانونيًا بقدر ما يتعلق الأمر بالقانون المحلي.
وفق عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا «تيم كاين» فإن الكونجرس وحده هو الذي يملك الصلاحية في التصريح باستخدام القوة إلا في حالات الدفاع عن النفس، بينما أثنى مشرعون آخرون على تصرفات ترامب وكان السيناتور الديمقراطي بفلوريدا بيل نيلسون من بين الذين أيدوا الهجوم.
قانون دولي
يعتبر هجوم ترامب على سوريا انتهاكًا للقانون الدولي وللأمم المتحدة، وفق مجلة ناشونال أنرست الأمريكية حسب ما أكده لها عدد من الخبراء القانونيين.
أكدت هينا شمسي مديرة مشروع الأمن القومي لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي أن هذا العمل العسكري غير قانوني، موضحة أن القانون الدستوري يحظر الاستخدام العدائي للقوة دون إذن من الكونجرس، والقانون الدولي الذي يحظر استخدام القوة من جانب واحد باستثناء الدفاع عن النفس.
رد فعل روسيا
ردت الحكومة الروسية بغضب بشأن هجوم ترامب على سوريا منذرة بعواقب غير محمودة على أمريكا جراء تلك الهجمات وقال أناتولي أنتونوف السفير الروسي في الولايات المتحدة في بيان "لقد تركنا تحذيراتنا التي لم يسمع بها أحد، يجري تنفيذ سيناريو مصمم مسبقًا، مرة أخرى، نحن مهددون، حذرنا من أن مثل هذه الإجراءات لن تترك دون عواقب. تقع المسئولية عنها كلها على عاتق واشنطن ولندن وباريس".
وأضاف: "إهانة رئيس روسيا غير مقبول، والولايات المتحدة، التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة الكيميائية، ليس لها أي حق أخلاقي في إلقاء اللوم على دول أخرى".