رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في الدمام.. يشارك في القمة العربية الـ29 غدا.. يبحث مع القادة القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية.. الهجوم الثلاثي على سوريا.. حماية الأمن العربي وتهديدات إيران

فيتو

وصل عدد من قادة الدول العربية ورؤساء الوفود، اليوم السبت، إلى مدينة الظهران، جنوب الدمام؛ للمشاركة في القمة العربية العادية في دورتها التاسعة والعشرين.


وصول السيسي
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الجمهورية الصومالية محمد عبدالله محمد والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، ومحمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، وفائز مصطفى فوزي السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، ومحمود عباس رئيس دولة فلسطين.

الدورة العادية
وتنعقد القمة العربية الـ29 في دورتها العادية، غدا في مدينة الظهران شرقي المملكة العربية السعودية، والتي تأتي بالتزامن مع المواجهات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والضربات الصاروخية الغربية على سوريا.

ويبحث قادة ووفود وضيوف الدول العربية وكذلك الشخصيات الدولية التي دعيت إلى هذه القمة- قضايا فرضت نفسها على الواقع العربي، ولم تجد المعالجة الكافية لها؛ بسبب الظروف الدولية والإقليمية التي أحاطت بها منذ أمد طويل، كالقضية الفلسطينية، أو منذ سنوات معدودة كالأزمة السورية والمشهد في اليمن وليبيا، وإعادة إعمار العراق، وغيرها من القضايا ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وتهيمن القضية الفلسطينية على أعمال هذه القمة، مع تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الاجتماعات الوزارية التحضيرية، يوم الخميس الماضي، على أن القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة تتصدر مناقشات القادة العرب في اجتماعهم بالمنطقة الشرقية.

كما سيكون إعلان الإدارة الأمريكية لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أحد القضايا الرئيسية التي تهيمن على الأجندة السياسية للقمة العربية.

ويبدو أن مسيرات يوم الأرض التي انطلقت في الـ30 من مارس الماضي، كأنها تنتظر الخطوة الأمريكية كي تشعل الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية، حيث تأججت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عند حدود قطاع غزة، مخلفة عشرات القتلى والمصابين في الجانب الفلسطيني، وهي حوادث ليست معزولة عن بقية الصورة؛ لأنها جزء من النضال الفلسطيني المستمر من أجل هوية وأمة مستقلة.

التطورات الأخيرة
كما يبحث القادة الضربات الصاروخية والجوية المشتركة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا فرنسا، فجر اليوم، على مواقع تابعة للنظام السوري تستدعي بلاشك أن تأخذ حيزا من مناقشات القمة العربية ومباحثات القادة العرب سواء الثنائية أو الجماعية.

وتأتي الضربات بعدما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاؤه البريطانيون والفرنسيون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وشركاءه، بأنهم سيواجهون عواقب لشن هجمات كيماوية على المدنيين السوريين، إذا ما أثبتت التقارير وقوع هذه الهجمات.

ترامب
وبحسب إعلان الإدارة الأمريكية أمس، فإن الهجوم الذي تعرضت له مدينة دوما السورية في السابع من أبريل الحالي، وأدى إلى مقتل العشرات من المدنيين اختناقا معظمهم أطفال ونساء، كان بأسلحة كيماوية، هي من مخزونات النظام السوري، ومن تدبيره وفعله.

وتؤكد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى، أنها لن تتسامح مع نظام يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن الضربات التي نفذتها صواريخ أمريكية وبريطانية وفرنسية على مواقع عسكرية سورية، تهدف إلى منع وقوع هجمات كيماوية مماثلة مستقبلا.

وتتزامن هذه الضربات مع دعوات صدرت عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا أثناء مشاركتهما في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العربية في الرياض، الخميس الماضي، إلى التحقيق في احتمالية وقوع الهجوم الكيماوي على دوما من عدمه، ومسئولية الطرف الذي نفذ الهجوم.

التسوية في سوريا
كما يؤكد القادة ضرورة التوصل لتسوية في سوريا بعيدا عن التدخلات الأجنبية وعلى أسس نتائج محادثات جنيف 1، والقرار الدولي 2254، فإن الأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن لا تزال جرحا نازفا، استعصى حله عربيا حتى الآن؛ بسبب اتساع رقعة الصراع وتدخل دول إقليمية ودولية في مسار أحداثه.

النزاع
وفي الوقت نفسه فإن النزاع المستمر في اليمن واستمرار هجمات الميليشيات الحوثية على مدن المملكة العربية السعودية، تأخذ أيضا حيزا من اهتمام القادة العرب، حسب ما جاء في جدول الأعمال الذي اعتمده وزراء الخارجية في اجتماعات الخميس الماضي، وسط تصعيد خطير للهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على مناطق المملكة العربية السعودية ومدنها.

إيران
كما تعد قضية التصدي للتدخل الإيراني في الشئون العربية من القضايا المهمة المدرجة على جدول أعمال القمة العربية التي يتوقع أن تخرج بموقف جماعي يطالب إيران بوقف تدخلها في الشئون العربية؛ لأجل استقرار المنطقة وأمنها.

ليبيا
كما تحتل الأزمة الليبية موقعها ضمن أعمال القمة الـ29، التي قدم فيها رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة عرضا لوزراء الخارجية العرب في اجتماع أول أمس، عن الأوضاع الأمنية والسياسية في هذا البلد العربي.

الاقتصاد
وينتظر أن تطرح بالقمة موضوعات اقتصادية؛ من أبرزها: دعم إعمار العراق، وتأهيل بناه التحتية، التي دمرت بسبب حرب تحرير مدنه من قبضة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية داعش، مع الإشارة إلى نتائج مؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي استضافته دولة الكويت في فبراير الماضي، والذي حظي بإشادة في مناقشات الاجتماعات التحضيرية للوزراء العرب.

كما ينتظر منها قرارات اقتصادية مرحلية تتمثل بمتابعة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي العربي، وتحرير تجارة الخدمات وتعزيز التجارة البينية، بالإضافة إلى قضايا أخرى مهمة ذات طابع اجتماعي كالقضاء على الفقر وضمان حياة كريمة للمواطن العربي والحد من البطالة بين الشباب وتحقيق الرفاهية الاقتصادية في الدول العربية.

وعلى الصعيد الاجتماعي، تبرز على جدول الأعمال محنة الأطفال الفلسطينيين، تحت الاحتلال الإسرائيلي، التي كانت في صدارة مناقشات الاجتماعات الوزارية التحضيرية إلى جانب قضايا مرتبطة بالرعاية الصحية وحماية البيئة.

كما يزدحم جدول أعمال القمة العربية بالقضايا التي طال انتظار حلها جنبا إلى جنب مع التطورات العسكرية.

وزير الإعلام السعودي
وفي السياق ذاته، قام وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد اليوم، بجولة تفقدية على المركز الإعلامي بفندق الميركور بالظهران للاطلاع على الاستعدادات التي أعدتها الوزارة لتغطية أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين.

واطلع الوزير على المركز الإعلامي الذي يديره 25 من الشباب السعودي، الذين يقدمون الدعم والمساعدة لضيوف الوزارة من الإعلاميين الذين بلغ عددهم 600 صحفي، منهم 423 إعلامي من خارج المملكة، يمثلون أبرز وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية.

كما اطلع على خريطة إحصاءات القمة التفاعلية التي توضح أعداد الإعلاميين المشاركين في تغطية القمة من جميع دول العالم، واستمع إلى إيجاز عن إجراءات إسكان ضيوف الوزارة من الإعلاميين، ووجه بتوفير السكن لكل من يطلب منهم، والتأكد من سهولة وسرعة إجراءات التسكين، حيث وصل عدد الإعلاميين الذين تم تسكينهم 450 إعلاميًا.

واطلع الدكتور العواد على تجهيزات التليفزيون السعودي الفنية في المركز الإعلامي؛ لنقل أحداث القمة والتنسيقات مع اتحاد إذاعات الدول العربية في هذا الخصوص، وزار مقر انعقاد القمة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، إثراء حيث تفقد المركز الإعلامي الذي جهزته الوزارة في المركز واطمأن على استكمال التجهيزات الخاصة بمقر انعقاد المؤتمر الصحفي.

كما زار قاعة انعقاد القمة للتأكد من التجهيزات الفنية للتليفزيون والتقى الفريق العامل واستمع إلى إيجاز مختصر عن الاستعدادات القائمة وتفاصيل الترتيبات المتعلقة بالنقل التليفزيوني، والتقى الفريق العامل في عربة النقل التليفزيوني واستمع إلى إيجاز مختصر عن تفاصيل النقل والشاشات.

وحث وزير الثقافة والإعلام جميع العاملين والمسؤولين في الوزارة ببذل أقصى الجهود لخدمة الإعلاميين القادمين لتغطية القمة، كما رحب بجميع الإعلاميين الذين قدموا للمملكة لتغطية أعمال القمة، موكدًا أنهم في بلدهم الثاني ومحل ترحيب واهتمام.
الجريدة الرسمية