فشلت صواريخ ترامب الذكية اللطيفة!
التقييم الأولى والسريع للضربة العسكرية الصاروخية الأمريكية الثلاثية (الأمريكية البريطانية والفرنسية) هو الفشل سواء في تحقيق أي تغيير في علاقات القوى على الأرض في سوريا، أو في استعراض القوة الأمريكية الغربية على الساحة السورية، بما يمكن أمريكا من زيادة وتوسيع نطاق دورها فيها، وبالتالى في فرض حل للأزمة السورية.
فمن بين نحو ١١٠ صواريخ ذكية وجديدة ولطيفة طبقا لوصف ترامب أطلقته االدول الثلاث على مواقع عسكرية وبحثية في دمشق وريفها وحمص، تمكنت دفاعات الجو السورية من إسقاط ٧٠ صاروخا، أي نحو ثلثى هذه الصواريخ، رغم أن هذه الدفاعات السورية دخلت الخدمة في بداية الستينيات، وإن كانت قد خضعت لبعض التحسينات الروسية.
كما أن هذا العدوان الثلاثى كما وصفه الروس الذي تعرضت له سوريا، دفع القيادة الروسية إلى اتخاذ قرار بتزويدها من روسيا بمنظومة صواريخ جديدة للدفاع الجوى، رغم أن الدول الثلاث حرصت على الإعلان أن ضربتها وحيدة لن يعقبها ضربات أخرى الا إذا استخدم كما تقول النظام السورى أسلحة كيماوية مجددا.
وهكذا الصواريخ التي تباهى بها ترامب في تغريداته أخفقت في مجرد إخافة النظام السورى، ولم تكن موجعة له، حيث أسفرت عن خسائر محدودة لا تتناسب مع حجم الضربة الصاروخية، ولا مع عدد الصواريخ التي استخدمت فيها.. كما لم تؤثر لا على التواجد الروسى العسكري في سوريا، في ظل حرص بدا واضحا لتجنب أي احتكاك وليس صداما عسكريا معه..
والأهم فإن الضربة لم تؤثر أيضا على التواجد الإيرانى العسكري في الأراضي الروسية.. إذن باستثناء قيام ترامب بتنفيذ تهديداته بعقاب سوريا على استخدام أسلحة كيماوية كما يدعى وينكره السوريون، فإن الضربة الصاروخية الثلاثيه أخفقت عسكريا وسياسيا، إستراتيجيا وتكتيكيا.. حتى الاستعراض بالقوة لم تحققه هذه الضربة الثلاثية.. أي إن الضربة الأمريكية البريطانية والفرنسية أخفقت في أن تكون استعراضية.